ثورة بشار الأسد ضد الشعب السوري

اليوم يعيش العالم حالة جنونية وظاهرة كونية حديثة تمسك بملامح المشهد العام في العالم العربي الذي يعاصر عملية انقلاب جذري على أنظمته الحاكمة التي اعتاد عليها
الا ان الحادثة الأكثر دقة و توصيفا لهذه الحالة هو ما يجري من فعل ورد فعل في سورية ويبدو ان جنون السلطة وتاثيرها على عقل بشار الأسد استعصى تفسيره حتي على جهابذة علماء النفس والاجتماع قبل ان تصاب النخبة السياسية بالعالم العربي بالدهشة والاحباط انه نموذج للديكتاتور والطاغية او ما اسماه البعض \” بنيرون\” العصر الحديث
مشاهد رعب ومجازر كثيرة و مثيرة عبرت عنها ردة فعل الأسد وهو يري ان غضبة شعبه التي انطلقت في اذار عام 2011 تحاول اقتلاع اركان عرشه الذي تطاولت سنواته لاكثر من نصف قرن مع سنين حكم أبيه لتبحث جماهير سورية عن فجر جديد تنهي به ظلامات الأسد وجوره واستبداده ولكن الشعب السوري انتفض وثار كما الذي يبحث عن قطعة لحم من بين فكي الاسد ثورة شعبية جعلت كل شبر من الاراضي السورية تهتز من تحت عرش الطاغية الفاسد

والواضح ان بشار الأسد لم يتخيل انه سياتي اليوم الذي تغيب فيه الشمس علي نظامه وتنتهي الي الابد دولة الاسرة التي تمتع بها سنوات غابت فيها ارادة السوريين وحكمت الأجهزة الأمنية شعبا اعزل منعت منه قيم الحياة والحرية فاراد له جلاده كالذي لايرى في الافق غير أفكاره وهذيانه وسلطانه
ولكن الأسد الذي لايري شرعية غير شرعيته واجه الشعب السوري بثورة اخري لا هوادة فيها ولا انسانية نتيجتها الدماء والدمار والحرب فهي ثورة \”رجل\” اعماه جنون السلطة واصيب بهستيريا الخوف والضياع والزوال ..والمشهد اذن في سورية يوكد حقيقة ان ما يجري هو احتقار حاكم لشعب لم يشهد لها العالم نظيرا في التاريخ الانساني حيث غاب عقل الرجل ورشده وثار ضد شعبه كما المجنون يقتل ويذبح ويسيء ويحتقر شعبا لطالما منحه نعيم السلطة والولاية علي مصالح البلاد ليكون حاكما مطلقا يروع شعبه وجيرانه وهو لايدرى ان الذي يزرع النار حتما سيجني الرماد

ورغم ان ثورة \”الرجل\” الذي هدد باسكات صوت الشعب بالابادة والحرب واستخدام كافة اليات القمع الا ان غضبة الجماهير التي انطلقت لن تلين لها ارادة دون ان تنال النصر وتذيح هذا الكابوس الذي جسم علي صدورهم سنين عديدة يمارس حكما بلا مؤسسات فالشعب السوري يريد ان يبني مجدا جديدا علي انقاض عرش الطاغية

وقائع الاحداث هناك تشير الي ان الشعب السوري وحده هو الذي يواجه \” ثورة \” الأسدعلى الاقل حتي الان فالانظمة \”والاليات\” العربية والاسلامية منشغلة ومنكفئة علي احتقاناتها وازماتها الداخلية فالجامعة العربية مثلا والتي يراد لها ان تلعب ادوارا حقيقية لصالح السوريين في ثورتهم ضد الأسد فان البعض منها منشغل بإعادة المجرم الى حضن الأمة العربية رغم عداوته الصريحة والمكشوفة في معظم خطاباته لها

ألسنة النيران التي يخاف منها الأسد هي نيران الشعب السوري الثائر ضد نظام حكم الفرد، وضد طاغوت عصر الجماهير، فمن ينجيه من هذه النيران الثائرة؟ وهل ينجو ببدنه على غرار فرعون «اليوم ننجيك ببدنك»؟ فالأسد اليوم مطلوب من شعبه حياً أو ميتاً ولن ينجو ببدنه، ولن تحميه أجهزته الأمنية ومرتزقته التي عرفت بالشبيحة والتي كانت مهمتها الأولى والأخيرة حمايته ونظامه وعائلته
فالحاكم الذي يسفه شعبه ويحتقره ويزدريه، حتماً سيكون حتفه على يد شعبه بعد أن يصبح منبوذاً.. فالواهمون والحالمون بانتصار الأسد على شعبه همهم وحلمهم سيرتد عليهم، فالشعوب عندما تنتفض أو تثور هي التي ستنتصر على حكامها وجلاديها ومستعبديها. والظلم عاقبته وخيمة على كل ظالم وطاغية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.