ارادة الشعب مفتاح النصر

[بقلم القاضي محمد نور حميدي]

يجب علينا ان نتذكر دائما بان حرب التحرير التي نخوض غمارها ضد حاكم مستبد دمر البلاد وقتل العباد انها حرب صعبة وطويلة لاننا مصممون على خوضها بتصميم ثابت وبنفس طويل وهذا ليس من قبل التهويل بقدرة من نحارب فهذا النظام المستبد مدجج بالسلاح من راسه حتى اخمص قدميه فمعركتنا لا يمكن حسمها بضربة واحدة وقاضية وليست من النوع التي تبت في امره معركة واحدة وانما هي حرب طويلة الامد تتعدد فيها المعارك وتتنوع الى ان تصل الى المعركة الاخيرة والفاصلة التي تقصم ظهر هذا النظام وتهشم عموده الفقري وتصيب جهازه العصبي بالشلل وتضع حدا لقدرته على مواصلة الحرب ولكن شعبنا عندما قرر بدء ثورته كان يدرك كل الادراك ويعرف حق المعرفة بان نهاية هذه الثورة ليست قريبة المنال وان كسبها معبد بالمشاق وان خسارة جولة مع حاكم سخرت كل ما اوتي من قوة في سبيل اخضاع هذا الشعب واخماد ثورته لذا يتوجب علينا الا ندير ظهورنا الى الهدف الذي ارتضيناه لانفسنا ولا ان نشيح بوجوهنا عن القضية التي امنا بها ايمانا راسخا لا يتزعزع بل ينبغي ان تجعلنا خسارة اي جولة اكثر ايمانا لان التاريخ لا يسير في مسار مستقيم وانما كثيرا ما يكون مساره متعرجا وقد تحدث احيانا بعض التراجعات المؤقتة في انتظار اللحظة المناسبة لكي يعود التاريخ الى سياقه الطبيعي وحين يقع ما يخالف هذا السياق فان ذلك لايعدو ان يكون امرا عابرا ومؤقتا وهذا يدفعني الى القول بانه يتوجب علينا ان لا نهون من شان هذه العصابة الحاكمة ونستخف بقوتها بل يتوجب علينا ان نتعامل معها من منطلق الاعتقاد الراسخ بانها ليست قوة ازلية ابدية وليست قدرا هابطا علينا من السماء وكانها قوة لا تغلب ولا تقهر ولنتذكر دائما بان ارادة الشعوب اقوى من اي قوة وهنا يستوقفني قول لاحد الشعراء اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر فسيروا ايها الثوار الاحرار وليكن هدفكم اسقاط هذا النظام لتشرق شمس الحرية على هذا الوطن الجريح وان النصر ات لا محالة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.