أُكلنا يوم اُكل الثورُ الأحمر!

هل فاجأنا تصريح وزير الخارجية التركي تشاويش مولود أوغلو الذي لمح الى امكانية عقد صفقة مع نظام الاسد بوساطة ايرانية وربما روسية.
التصريح:
“الولايات المتحدة وروسيا لم تفيا بوعودهما بإخراج الإرهابيين من المنطقة، وهذا يدل على عدم إخلاصهما في محاربة الإرهاب”. وأضاف أن بلاده أجرت سابقاً محادثات مع إيران بخصوص إخراج الإرهابيين من المنطقة. وتابع: “سنقدم كل أنواع الدعم السياسي لعمل النظام (السوري) في هذا الصدد”. وأردف: “من الحق الطبيعي للنظام (السوري) أن يزيل التنظيم الإرهابي من أراضيه، لكن ليس من الصواب أن يرى المعارضة المعتدلة إرهابيين”.
التعليق:
الموقف التركي من القضية السورية في بداية الثورة وصل الى ذروته من خلال التصريحات النارية بان تركيا لن تسمح بقتل مزيد من السوريين ولم تسمح بتكرار مجزرة حماة. ولكن الموقف سار باتجاه العد التنازلي والتراجع ولذلك اسبابه الكثيرة (محاولة انقلاب فاشلة في تموز 2016 وتاثير مدمر على الاقتصاد التركي وتصعيد كبير مع اوروبا وامريكا ومشاكل اخرى) والتي وراءها دول كبرى واقليمية هددت النظام السياسي في تركيا واجبرته للتوجه الى روسيا بحثا عن أمنه القومي مقابل قوات قسد الانفصالية المدعومة من نظام الاسد وإيران وامريكا وروسيا
كلهم ساهموا في خلق مشكلة أمن قومي لتركيا لإبعادها عن الموقف الداعم بقوة للثورة السورية مثلما خلقوا مشاكل لدول الخليج من حرب في اليمن وحصار لدولة قطر ادت لإبعاد دول الخليج عن دعم الثورة السورية. وهكذا اتجهت تركيا الى روسيا وبدأت تتعاون في الملف السوري وفي كافة المجالات الاخرى وانخرطت تركيا بمفاوضات استانا سيئة الصيت من بداية 2017 وحققت روسيا وإيران والنظام الاسدي مكاسب كبرى من خلالها وخاصة السيطرة على حلب نهاية 2016 مناطق خفض التصعيد وارجاع اراضي كبيرة الى هيمنة الاسد.
مع ان السوريين لا ينسون دور تركيا في المجال الانساني من استقبال السوريين سواء في المخيمات او في المجتمع التركي حيث يمارسون نشاطات اقتصادية ويتعلمون ويعملون في ظروف كانت مقبولة جدا ولكنها بدأت تسوء في السنوات الاخيرة نتيجة محاربة اللاجئين وممارسة تمييز عنصري ضدهم وخاصة بسبب الصراعات السياسية داخل تركيا والدعاية المعادية من قبل المعارضة التركية ضد قيادة الرئيس أروغان ومعه الثورة السورية ومناداتهم بالعودة الى العلاقات مع الاسد المجرم.
واليوم يعلن وزير الخارجية التركي تشاويش مولود اوغلو موقفا خطيرا جدا قد يكون بداية لتطبيع مع نظام الاسد مقابل وعود وهمية بالتخلص من خطر الميليشيات الارهابية لقسد وحزب العمال الكردستاني.
والسؤال هنا كيف يثق الاتراك بان نظام الاسد الذي يمارس ارهاب الدولة وهو الذي اوجد وحدات الحماية الشعبية الكردية ودعمها بالسلاح ومعه ايران والامريكان يستخدمون قسد كقوة مأجورة وكلهم صنعوا قسد. واليوم تعود تركيا الى المربع الاول بقبولها اعطاء دور للنظام في حل مشكلة الارهاب شمال شرقي سوريا. وهذا أمر عجيب فالذي خلق الارهاب وهو بؤرة الارهاب كيف له ان يضمن حماية تركيا من الارهاب!!!!!
نتمنى من الاخوة في تركيا أن ينتبهوا من عصابة الارهاب وأكبر مركز لتجارة المخدرات في المنطقة نظام الاسد الذي قتل وهجر الملايين ودمر البلاد فهل يمكن له ان يكون ضامنا مع نظام الملالي الارهابي على حفظ امن تركيا؟
إنه سؤال برسم الساسة الاتراك!
إن ما يجري وقد يجري في الفترة القريبة القادمة مؤشر كبير يجب ان يدركها السوريون ويقتنعون أكثر بأن الاعتماد على الذات هو الملجأ الأخير والعودة للسوريين الأحرار لإنقاذ سوريا ومستقبلها من مرحلة استبداد وقمع وعنف تحت حكم الشبيحة لعقود طويلة. ولكن على القوى الوطنية والثورية السورية المدنية والمسلحة في شمال وغرب سوريا وفي الخارج ان يرفعوا صوتهم عاليا ضد اي تطبيع او قبول لنظام الاسد المجرم الارهابي.
على الوطنيين والاحرار السوريين اينما كانوا ان يرفعوا صوتهم ويجمعوا قواهم وخاصة في المناطق التي تسمى محررة فهناك فصائل مسلحة ومجتمع مدني يجب ان يقوم بدوره في الضغط على الحكومة التركية لكي تتوقف عن اي خطوة نحو التطبيع مع النظام الذي يمثل خطرا ليس فقط على الشعب السوري بل على المنطقة وفي مقدمتها تركيا ودول الجوار والدول العربية وعلى الامن والاستقرار في العالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.