منذ أيام قليلة مضت أثارت قضية إعتقال مجموعة من الضباط الكبار في جيش نظام أسد ضجة كبيرة بتهمة التجسس لصالح دول اجنبية ، وتكهن البعض بأن بشار أسد إبتكر إسلوب جديد للتخلص من بعض ضباطه
في حقيقة الأمر أن إيران هي من أثارت الموضوع منذ البداية بعد إستهداف قاسم سليماني وقتله في بغداد بعد أن كان قادماً من سوريا، عدا ذلك إستهداف اسرائيل لمواقع القوات الإيرانية وقواعد الصواريخ ومصانع الطيران المسير ووسائط الحرب الألكترونية الإيرانية ومعسكرات حزب الله والميلشيات الايرانية ، ومقتل العقيد جعفري خلال الغارات الاسرائيلية التي استهدفت مطاري دمشق وحلب ، كل ذلك أدى لظهور اعتقاد لدى طهران وموسكو بوجود قادة من العسكريين وكبار المسؤولين في نظام أسد يعمل لـ”حساب دول أجنبية“.
ليس من المستغرب قيام أجهزة الأمن بشن مثل هذه الحملات وإعتقال بعض ضباطه ومسؤولين كبار ، بتهمة التجسس لصالح “دول أجنبية، فمثل هذه الحالات حدثت كثيراً في صفوف جيش الاسد .
من الأمثلة السابقة الكثيرة التي تم إكتشاف جواسيس من كبار الضباط المقربين من القصر الجمهوري في حوادث كثيرة تمثلت بـــ:
- قيام حزب الله قبل الثورة باغتيال أحد ضباط بشار الاسد من الدائرة الضيقة المقربة والفاعلة في القرار عند بشار الأسد والمسؤول عن ملف الابحاث العلمية والدراسات والتطوير الحربي والتقني ، بعد أن اكتشفت الإستخبارات التابعة لحزب الله التي كانت تعمل في دمشق ، بأن هذا الضابط المغدور كان جاسوساً لإسرائيل و قد أعطى معلومات لاسرائيل لإغتيال أحد قادة حزب الله الذين كانوا يعملون بتحصين خطوط دفاع الوية النسق الاول على الجبهة السورية المقابلة للجولان السوري المحتل ، ضمن نطاق الحيطة مع رئاسة الأركان التابعة لنظام أسد في الجبهة
- القبض على الضابط الجاسوس الذي كان يعطي لاسرائيل معلومات عن مشروع المفاعل النووي في موقع الخبر بدير الزور والذي القي القبض عليه بعد قيام إسرائيل بقصف الموقع وتدميره .
- الضابط الجاسوس الذي كان يخدم في سلاح الكيمياء ، ضمن القوات العاملة في لبنان وكان على تواصل مع إسرائيل والطبيب الذي يعطي معلومات لاسرائيل عن طريق ضباط عاملين في مليشيا اسد،
- مجموعة من ستة ضباط برتب مختلفة بتهمة التجسس وعلى راسهم رئيس الاتصالات اللواء معن حسين، مديرُ إدارةِ الاتصالات، والذي يتولى مركزاً حساساً والمشرف على جميعَ اتصالاتِ القياداتِ العليا التي لايمكن أن تمرَّ دون الإطلاع عليها
كانت تلك بعض الأمثلة الصغيرة، ولايزال اللواء ومعه حوالي 27 ضابط قيد التحقيق معهم وحسب تصريحات حزب الله أن العملاء من الوحدات العسكرية المحيطة بالمطارين، وضابطا وعنصرين في منطقة عسكرية بمصياف، وعناصر في منطقتين بطرطوس على الساحل السوري>
كما أسلفنا من قبل أن هذا الداء بدأ من رأس الهرم المشهود له بالتعامل مع إسرائيل وطليعة الجاسوسية هو حافظ الأسد الذي كان وزيراً للدفاع عام 1967عندما خسر نظام البعث هضبة الجولان العصية على السقوط بجغرافيتها الطبيعية، والتي قام ماكان يسمى وزير الدفاع آنذاك حافظ الاسد بأصدار بياناً عن سقوط الجولان قبل ساعات من دخول القوات الإسرائيلية اليها ، كتصرف فردي بعيداً عن إجماع القيادة ورئاسة الأركان العامة ، متجاوزاً بصلاحياته هيئة الأركان العامة التي كان يرأسها اللواء أحمد سويدان الذي لم يسمع بالبيان الامن خلال الاذاعة ، حيث كان الشاهد الأكبر على تفرد حافظ الأسد ببث البيان وإسقاط الجولان ، حيث كانت القوات السورية أثناء إصدار بيان السقوط لازالت في عمق الجولان السوري وكل المؤسسات تعمل بشكل طبيعي ، وعلى أثرها تقدم سويدان بمقترح لقيادة حزب البعث بإقالة وزير الدفاع حافظ الاسد ومحاسبته ، لكن كانت الصدمة بقبول استقالة سويدان ، ولكن نتيجة لخدماته الرخيصة للعدو تم مكافأته وحسب ماوعدته اسرائيل بترفيعه من رتبة المقدم الى رتبة اللواء، وانتقاماً من سويدان الذي فضحه قام حافظ بتسريح مائة ضابط من أبناء حوران بتهمة التدبير والتنسيق معه بتدبير إنقلاب ضده.
وما فضح الأسد اكثر هو سجن الضباط اللواء سويدان والمقدم محمد وداد ،الذين القوا القبض على كوهين في نفس الغرفة التي تم زج كوهين سجينا بها
حيث كان اللواء أحمد سويدان هو الذي أشرف على إعتقال الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين عندما كان يشغل رئيس شعبة الإستخبارات العسكرية بالتعاون مع المقدم محمد وداد بشير وعناصرهما اللذَين حددا ساعة الصفر بعد التقاط اتصالاته مع الاسرائيليين .