الحقد هو شعور ذاتي بالكره وحمل العداوة والتخطيط للإنتقام ،فهو شعور مكبوت بإنتظار الفرصة أو المقدرة .
الحقد “القومي الفارسي” نتيجة طبيعية لهزيمة كسرى والقضاء على الإمبراطورية الفارسية التي اندثرت ولم تقم لها قائمة منذ ذلك الوقت وعلى الرغم من عدم التمييز في (الدول الإسلامية) بين الفرس والعجم والعرب .إلا أنه على مايبدو إستمرت مشاعر الحقد والكراهية كامنة في حال قوة الدولة الإسلامية – العربية
وماتلبث أن تظهر للعلن في حال الضعف وهذا طبيعي إذا كان الأمر في إطار المنافسة و الصراع وفِي سبيل بناء الدول والمجتمعات تستخدم المشاعر القومية لتمتين الروابط في الدولة وزيادة تماسكها ، لكن ما أن يتم المبالغة بهذه المشاعر و تحميلها مضامين الحقد و العنصرية وكراهية الآخر حتى تصبح هدامة وخارج سياق التاريخ وخاصة إذا كانت بين مكونات الأمة الواحدة
وبين دول متصاهرة ومتجاورة ولديها من عوامل التقارب أكثر بكثير من عوامل الفرقة والتضاد والأخطر في ذلك عند تشويه الحقائق و العبث بالمقدس وإستغلال العامل الديني وتغذيته من التاريخ بمظلومية هدامة بإضافة حقد ديني(المظلومية الشيعية) أنتجت عن طريق المزاوجة بين الأساطير و تحريف الحقائق جمهور معبأ عاطفياً أدى إلى تكوين تسونامي طائفي جارف إستغلته إيران لتقدم نفسها وكيل إقليمي
و غذته دوائر المخابرات الغربية لتحطيم هذا الشرق العربي وعمود الأمة ، مع إنتفاء الديمقراطية والعدل لدى الأنظمة العربية ووجود الموروث المغلوط والفهم الخاطئ للأحداث السياسية التاريخية وعدم الفصل بين ماهو ديني وماهو سياسي لدى أغلبية الشعب وعدم جرأة المثقفين أو النخبة في التصدي لهذه المفاهيم تم تقسيم المجتمعات الإسلامية وتسعير الخلافات بينها وتشجيع القنوات الإعلامية الطائفية التي تبث سمومها و تشحن الرأي العام العاطفي حتى صار من الطبيعي أن يقترن عند ذكر شخص ما ذكر مذهبه فلان الشيعي أو فلان السني !
فتم العبث بالمقدس بإستخدام التجهيل والأساطير
و بنفس الوقت شيطنة المسلمين و ربط الاٍرهاب بالإسلام على الرغم أنهم أكثر من عانى من تبعات الإرهاب .
وسمح لإيران أن تكون (دولة إسلامية )وقيض لقائد ثورتها الإسلامية أن يُنقل بطائرة من باريس بلد العلمانية إلى طهران ليقود ثورة ويأسس نظام ولاية الفقيه ، وهل كان يمكن التغاضي عن كل هذه المجريات لو لم يكن مخطط إشغال المسلمين بمعنى إشغال دول المنطقة ببعضها و تنمية العداوة و تفتيت المجتمعات الوطنية فضلا عن القومية و السيطرة على ثرواتها القومية والحيلولة دون التنمية و البناء والأخذ بالدور الحضاري والمكانة المرموقة بين الأمم حيث تمتلك دول المنطقة الكثير من عوامل القوة من ثروات و موقع جغرافي و موارد بشرية الخ .
وإلا لماذا سمح لإيران بالتدخل في كل من العراق و اليمن وسوريا و كيف ترك (حزب الله ) تحت مرأى كل قوى العالم بدخول سوريا و دعم نظام دكتاتوري عانى منه الشعب والدولة اللبنانية مايجعل من سقوطه أهم أمنية لدى غالبية اللبنانيين ؟ وكيف تركت تتحكم بالعراق وتعين الحكومة وترتهنها وتحكم سيطرتها على الأماكن المقدسة في النجف وكربلاء ؟
مالذي جعل من فيلق القدس يصول ويجول في عواصم عربية دون اي عوائق وكانها دول بلا حدود ولاسيادة ولا قدرة على الإستنكار ؟
كيف للطائرات الإيرانية أن تحمل المرتزقة من أفغانستان وباكستان لتقاتل دفاعا عن نظام الأسد ؟
لقد تُركت إيران تعمل ضمن إطار وسقف محدد مسبقاً سواءاً بعلمها أو بإستعمالها ، هذا السقف تحكمه حدود المشروع الغربي الأمريكي وهو إستكمال مابدأته بريطانيا العظمى بمايسمى (وعد بلفور) و (سايكس/ بيكو) و من ثم الحرب العراقية الإيرانية و غزو الكويت واحتلال العراق و مشروع (الفوضى الخلاقة) التي نعيش فصولها حاليا، هذا المشروع الذي يستهدف إيران كما غيرها من دول المنطقة إيران التي أصبحت (العصا الغليظة ) للإمبريالية ومخططاتها داخل الدول العربية عن طريق التدخل بحجة حماية الشيعة أو الأماكن المقدسة التي لم يذكر التاريخ أنها تعرضت للخطر وإلا لماذا ماتزال قائمة حتى الآن ؟ لقد غدت دولة إيران مع وجود نظام ولاية الفقيه كمن يحطم نفسه بالمعول الذي صنعه وستجترع قريباً كأس السم الذي تسقيه لجيرانها حالياً.