كثيرة هي الأسئلة التي أصبحت تتبدر الى الأذهان ، ويقف أمامها العالم الحر بأسره حيران من القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي تكسر على صخرة المصالح الأمريكية ، ونفاق الدول الأوروبية ، وعجز وشلل الدول العربية ،فلماذا بين الحين والأخر يلوح العالم تارة بقانون قيصر وتارة بمجزرة التضامن ، واليوم بغرف الملح في صيدنايا ، دون إتخاذ أي قرار تجاه بشار الآسد
يا ترى هل أصبحت أمريكا الدولة الكبرى العظمى بالعالم التي إتخذت يوما قرار الحرب في يوغسلافيا السابقة ، حين شن الناتو حملته دون موافقة الأمم المتحدة ،ومعارضة روسيا والصين ، على أنه تدخلًا إنسانيًا. حيث يَحظر ميثاق الأمم المتحدة اللجوء لاستخدام القوة إلا في حالة صدور قرار من مجلس الأمن بموجب الفصل السابع، أو الدفاع عن النفس ضد هجوم مسلح ولم يتوفّر أي منهما في هذه الحالة
لماذا تدخّل الناتو بسبب سفك يوغوسلافيا دماء الألبان وإبادتهم عرقيًا، و لم يتدخل من أجل وقف سفك دماء السوريين على يد بشار الاسد ، وهو يرى نزوح وهجرة السوريين في أقاصي البحار الذي يصارعون أمواج الموت الزؤام.
هل أصبح العالم أعرج أم أصبح العرب مكفوفين أو اًصابهم الصمم.
يا ترى لماذا يصر الرئيس الجزائري على الهرولة بإ تجاه نظام بشار أسد ، ويطالب بعودة نظامه للجامعة العربية ، وماهو سر استعجاله على ضم أكبر مجرم في هذا العصر إلى القمة التي ستعقد في دياره
هل من المعقول ان هذا الزعيم . لم يقرأ يوما عن جرائم الحرب في سوريا ، اولم يشاهد توثيق صحيفة الغارديان لمجزرة التضامن او قصف حلب وريفها وإدلب بصواريخ سكود. او تدمير المنازل على رؤوس ساكنيها بالبراميل المتفجرة. أم ماذا يشاهدوا الزعماء على التلفزيون
ألهذه الدرجة غاب عن أذهانهم بأن من يقود سوريا الأن هو مجرم حرب ومعه مجموعة من الشبيحة إستعان على شعبه بقطعان من حزب اللات الطائفي اللبناني التابع لإيران ومرتزقة من شيعة العالم ، لقتل أكثر من مليوني مواطن من الشعب السوري وأغتصبوا نسائه ، ومزق أجساد أطفاله بالصواريخ والبراميل المتفجرة وهجر أكثر من نصف شعبه في أصقاع العالم .
هل من المعقول بأن سياسي كبير وزعيم دولة تحضر بلاده للقمة العربية لم يشاهد (فيديو الإعدام الجماعي الذي نشرته الصحيفة البريطانية)، ولم يشاهد الأخبار الاعتيادية ، ولم يقرأ التقارير الإخبارية الوارد في الصحف العالمية ، ضمن تقارير وثائقية وتحقيقات صحفية وليست قيل عن قال عن مجزرة “التضامن” التي ارتكبتها قوات الأسد، بحق مواطنين حقيقيين(41 معتقلا مدنياً اعتقلوا خلال ساعات قليلة على حاجز (حي الزاهرة الجديدة) القريب من الفرن الآلي بالعاصمة دمشق، كان بصدد شراء حاجيات لبيوتهم من خبز وغذاء ودواء)
ولم تكن صورهم إفتراضية تعبيرية أو ضمن مسلسل تلفزيوني أو مستوحاة من كتب كليلة ودمنة) وهؤلاء الأشخاص الذين أبيدوا في مجزرة حفرة التضامن ،تعرفوا أهلهم عليهم وهم يسحبون كالنعاج للنحر الى جورة التطهير العرقي.
لقد وثقت صحيفة “غارديان” البريطانية، التي كشف عن تفاصيل المجزرة المروعة بحق 41 معتقلا، بينهم 7 نساء ارتكبتها مجموعة تابعة للأمن العسكري في حي “التضامن” بدمشق، جميعهم تحت 35 عاما واقتادتهم إلى مكان داخل العاصمة تحت مزاعم أنهم سيقومون بتنفيذ مهمة لصالح ما يسمى “الجيش العربي السوري). وهم يرددون الشتائم والأغاني الطائفية الفارسية التي يتوعدوا بها بمحو جميع المناطق الثائرة من درعا جنوبا حتى حلب شمالا، معتبرين أن “بشار الأسد” هو “رب سوريا الذي لا يمكن أن يزول أو يتغير”.
هل من المعقول بأن زعيماً يترأس دولة عظمى كان يشهد لها بانها بلد المليون شهيد يتعامى ويتناسى بأن سوريا العربية أصبحت في عهد بشار وشبيحته تشتهر بتجارة وتصدير المخدرات ، وجيشها صبغته التعفيش والقتل والدمار، وان جيشها لم يعد عربياً بل أصبح من الأفغان والباكستانيين والحشد الشيعي وزعران حزب الله
لا شك بإن جراح السوريين عميقة مثقلة بالأحزان والغصات والآهات فالكثير من الثكالى واليتامى والمشردين والأرامل لا يجدون لقمة العيش في المخيمات ، وكلما يستعرضون مواقف و أجندات المجتمع الدولي، الذي ما زال يصم سمعه ويشيح بنظره عن الكارثة السورية التي سببها نظام الأسد وداعموه الروس والإيرانيون منذ أكثر من11 عام تأخذهم ذكرياتهم الى أمنيات ليس منها اولوياتها البقاء على قيد الحياة .
من قبل حاكمها وشبيحته لحرب تطهير عرقية و لم تَعد ذو صبغة عربية بل أصبحت فارسية الهوى.
السادة الزعماء أصحاب السيادة والسمو والجلالة العرب نشكر من وقف في وجه إعادة المجرم بشار الاسد الى جامعة الدول العربية ولكم كل التبجيل والاحرام ، و نذكر المهرولين بأن جرائم الإبادة ما تزال عالقة في ذاكرة السوريين منذ عام 2011، وهي تتحرك مع مزيد من الآلم والحسرة ، مع كل انتشار جرائم الحرب التي ارتكبها جزار سوريا وشبيحته ومليشياته الإيرانية وحلفائها.
لا يفوتكم أيها الأخوة العرب من شعوب وحكام بأن تعلموا بأنه منذ بداية المظاهرات في تونس ومصر وليبيا تم دخول ثلاثة الأف عنصر من حزب الله الشيعي الطائفي التابع لإيران في لبنان ، تحسباً لقيام الشعب السوري بمظاهرات ضد الأقلية الحاكمة في سوريا ليقف الى جانبه ضد شعبه ،ويعلنها طائفية ويظهرها بانها ثورة حرب أهلية مضمونها ديني .
لم يكتفي نظام أسد بحقده الطائفي ليقضي على ثورة شعب ثار على رئيس طائفي قاصر الرؤية ، بل قصف بالصواريخ البالستية من اللواء 155 الواقع في بلدة القطيفة بريف دمشق. حوالي 131 صاروخ أرض أرض سكود بعيد المدى من اصل 800 صاروخ يمتلكها ،على مختلف المحافظات السورية وذلك أثناء قصف قواته للمناطق الخاضعة للثوار في تل شغيب وعندان وإعزاز بريف حلب، وقرية شلخ بمحافظة إدلب- منطقة القصير.
بهذا يكون قد إرتكب جرائم ضد الإنسانية طبق المادة السابعة من قانون روما الأساسي، إضافة إلى جرائم حرب نظرا لكونها وقعت في ظل نزاع مسلح غير دولي وفقا للمادة الثامنة من القانون.
في الختام لابد من شكر بريطانيا على موقفها من منع نظام الإجرام والقتل والتدمير من المشاركة في مراسم تشييع الملكة إليزابت كي يظهر نظاماً صاغرا مذموماً مدحوراً.
تماماً دكتور ….المجتمع الدولي ميكافيلي و يتعامل بإزدواجية مع قضية الشعب السوري فإذا ما أرجعنا البصر قليلاً للقضية الأوكرانية و قياسها مع القضية السورية يرتدُ إليك البصر و هو حسير من هول النفاق الدولي الذي يبنى على أساس،عقدي عصبوي،قومجي و مناطقي و شعبوي ….دُمت بخير دكتورنا الُحُّر