الطاغية بشار وضع آخر حجرة في نعشه

[بقلم د. محمود الحمزة]

بعد أن شهدنا مسرحية الانتخابات المزيفة الهزلية والتي تستهتر بعقول الناس والتي تؤكد على أن هذه العصابة مستمرة في طغيانها واستعبادها للسوريين.

وما رأيناه من مشاهد مفبركة شارك فيها سوريون وضعوا عقولهم في ثلاجات وتخلوا عن أي منطق وفقدوا أدنى ضمير ليقوموا ويرقصوا على أشلاء السوريين وهم بالملايين وعلى أنقاض بلاد جميلة دمرتها براميل الأسد وقصفه الجوي بدعم إيراني وروسي سافر وميليشيات طائفية استباحت دماء السوريين وهجرتهم من بيوتهم لتحل محلهم.

نحن نعرف انه لم تكن هناك انتخابات بالمعنى المتعارف عليه دوليا، لان المخابرات كانت تفرض على اغلب الناس ما عدا المستفيدين والموالين للأسد نتيجة الخوف أو جهل حقيقة جرائم الأسد ضد الإنسانية ، والتي سيحاسب عليها الأسد وعائلته وضباطه المجرمون الذين قتلوا الملايين إما بالقصف والمجازر والكيماوي او بالتعذيب في السجون وتسببوا بتدمير البنية التحتية وتحول السوريون إلى شعب يصارع الجوع ويعاني من التشريد والمرض، حيث هجر الاسد 14 مليون سوري خارج البلاد وداخله وفتح أبواب البلاد وباعها لنظام الملالي الصفوي الطائفي ولروسيا واصبح بشار لا يسيطر الا على 17% من الحدود البرية لسوريا، وكل الموانئ والمطارات بيد ايران وروسيا . والثروة النفطية والزراعية والحيوانية بيد ميليشيات قسد الانفصالية التابعة لحزب العمال الكردستاني والمدعومة من أمريكا.

إن من يسمع الطاغية المعتوه بشار وهو يتحدث عن انتصاراته وتأييد الشعب له قد يصدق بأن الملايين خرجت بإرادتها في المدن السورية لتنتخبه ولكن الواقع أن المخابرات أجبرت آلاف الناس على التصويت وإلا ففروع الأمن تنتظرهم.

ولكن يجب الا نستغرب كثيرا خطاب الأسد وابواقه الكاذبة ومرتزقته الذين تعودنا على شعاراتهم البراقة والكاذبة على مدى 50 سنة، ولكن ألم يحن الوقت ليعلم السوريون الرماديون والموالون أنهم يراهنون على قاتل الأطفال وسيأتي دورهم بدفع الثمن غاليا بعد تثبيت سلطته لسنوات قادمة لأن الشبيحة هم من سيحكم البلاد وهم متورطين بالمجازر والتعفيش وممارسة العنف ضد الناس وسرقة مدخراتهم، فقد أصبحوا جنوا ثروات طائلة من خلال التجارة السوداء الملطخة بدماء السوريين ومعاناتهم. هؤلاء الشبيحة هم عماد المرحلة القادمة وهم مجرمون رسميون ولا يعرفون الا القتل والنهب والفساد والعهر. فتحملوهم أيها السوريون الذين انتخبتم الطاغية المجرم والخائن بشار.

وقد اثبت السوريون في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام وفي دول العالم المختلفة وخرجوا بالملايين ليقولوا لا لترشيح المجرم ولا لبقائه في السلطة بل يجب تقديمه لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي. وهذا يدل على أن السوريين الأحرار لا يقبلون بطاغية العصر بشار ابن الطاغية حافظ الأسد وكل من يحيط بهم من شبيحة ومرتزقة.

هل سينسى السوريون ما فعلهم بهم هذا النظام الأسدي من قتل واعتقال وتعذيب وعنف واهانات وحرمان من حقوقهم في العيش الحر الكريم في بلاد معروفة بانها من أعرق البلدان بتاريخها الحضاري وامتلاكها للخيرات ولكنها ابتليت بعائلة مجرمة لا نعرف أصلها ولا فصلها درّبها الفرنسيون وجهزوها بدعم بريطاني وامريكي وصهيوني لحكم سوريا الى الابد وإبقاء السوريين، المعروفين بقدراتهم وطاقاتهم الابداعية الهائلة، يعيشون في سجن كبير.

ولكيلا يتوهم البعض ويعتقد أن الثورة هي سبب المعاناة، علينا التذكير بان السوريين قبل الثورة كانوا يعيشون في سجن كبير وكان النظام ينهب الثروة النفطية وخيرات البلاد ويتحكم بالاقتصاد من خلال عائلة مخلوف وشاليش وغيرهم، وكان الانسان السوري محطم الإرادة ولا يتمتع بأي حرية والأخ يخاف من أخيه وقد هاجر خيرة الكفاءات من أطباء ومهندسين وأكاديميين وعلماء هربا من القمع والملاحقات. وكان مئات الآلاف من الشباب يعيشون حالة ضياع وفقدان الأمل بالمستقبل.

وسبب تدهور أوضاع الناس، هو نتيجة سياسة النظام المستبد الفاسد المافيوزي، حيث أنفق ميزانية البلاد على شراء الأسلحة التي قتل بها السوريين وفتح الأبواب لتجار الحرب لنهب الملايين من جيوب الناس البسطاء باحتكار الأسواق وفرض أسعار خيالية.

ان هذا النظام ليس فقط غير قابل للإصلاح بل هو مرض يجب استئصاله لأنه كلما استمر بالبقاء فهو يزداد توغلا في الاجرام ولا تسمح له عقليته التسلطية الاقصائية الأمنية بقبول الآخر ولا ترى غير سلطتها المطلقة وان سوريا بمن فيها هي مزرعة لهم. والمصيبة أن هناك من قَبِلَ بأن يكون عبدا ذليلا في هذه المزرعة.

ما يطالب به السوريون الأحرار هو حق، ويجب التمسك بمبادئ وشعارات الثورة الصادقة، وهي تخص كل السوريين دون استثناء او تمييز، في حتمية تغيير نظام الأسد الاجرامي.

علينا التخلص من الأوهام التي بثتها ابواق النظام بأن النظام قادر على تحقيق مكاسب للسوريين، فالحقيقة أنه احترقت ورقته تماما فلم يقدم غير الكوارث والمصائب لسوريا على مدى نصف قرن، واليوم أصبح مصيره محتوم وعمره محدود لأن السوريين لا يمكن ان يرضوا بالعيش كالعبيد في ظل تسلط الأسد المجرم.

وعلينا أيضا التخلص من الفاسدين والمتسلقين والمرتزقة في صفوف الثورة والمعارضة فهم يخدمون النظام.
وحان الوقت لجمع كلمتنا وتقديم جسم سياسي وطني سوري تقوده نخبة وطنية ثورية ترفع عاليا صوت السوريين وطموحاتهم المشروعة في سورية الجديدة الحرة بدون الطغاة والشبيحة والمحتلين بكافة اصنافهم وبدون الإرهابيين بكافة اقنعتهم الدينية والطائفية والقومية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.