[بقلم الأستاذ عدنان عبد الرزاق]
لا أعتقد أن هناك منازعًا أو منافسًا لإنجازات بشار الأسد على مستوى العالم هذا العام، فأقرانه بالإنجازات، جرفتهم سيول الربيع العربي، ولم يبق إلا هو متربعاً على كرسي أبيه ونقل السوريين من إنجاز إلى آخر ومن تقدم إلى بحبوحة، حتى بلغت سورية ذيل الترتيب العالمي، ربما بجميع مؤشرات الحرية والتنمية والفقر والبطالة والعيش الآمن.
ولأن الإنجازات أكثر من أن تحصى، سنبدأ من دون تقديم وشرح، لحالة باتت مؤرقة ربما للعالم بأسره، وليس للسوريين والمنطقة فحسب، بعد أن تطاير شرر الحرب السورية لقارات الأرض جميعها، ولم تبق دولة حول العالم، لم تستقبل لاجئاً سوريا أو تعاني أو تستفيد أو تتورط، جراء تبعات حرب الأسد على الثورة وتطلعات السوريين إلى الحرية والكرامة.
البداية من الإنسان، فهو حامل التنمية ويعي الأسد هذه الحقيقة بدليل استغلال كافة إمكانات الطاقة البشرية، فقام بتهجير أكثر من 7 ملايين سوري إلى نحو 44 دولة حول العالم، ليحتل المركز الأول بنسبة من هجرهم إلى لاجئي العالم 8.25%.
وتابع عبر القصف والتدمير لينزح أكثر من 6 ملايين عن منازلهم ويعيشوا بأسوأ مأساة بالعصر الحديث، بعد أن رفع الأشقاء والأصدقاء من أسوار حدودهم ورموهم بخيم العراء، يتلظون على جمر الحرمان وحر الشمس صيفاً وصقيع الوجع في الشتاء.
وحيّد قبل التهجير، عبر القتل والاعتقال والإعاقة، زهاء مليون سوري بالداخل، ليترك من تبقى ضمن مناطق سيطرته، يعانون الفقر والإذلال، بعد ارتفاع الأسعار أكثر من 15 ضعفاً وتراجع سعر الصرف من 50 ليرة مقابل الدولار مطلع 2011 إلى نحو 3 آلاف اليوم، وتثبيت الأجور، لمن تبقى له أجر، عند حدود 60 ألف ليرة، في حين تكاليف معيشة الأسرة السورية 600 ألف ليرة شهرياً.
وبذلك التضييق والحرمان، رفع نظام بشار الأسد نسبة الفقراء داخل سورية إلى نيف وتسعين في المائة، لينال المركز الأول عالمياً، بعد أن تخطى المنافسين بنسبة البطالة التي تزيد عن ثمانين في المائة، فدفع السوريين تحت ضغط الحاجة، إلى التسول وركوب أمواج البحار، بل وانتشار المخدرات والرذيلة، بعد انعدام الأمن الغذائي لنحو 13 مليون سوري وانسداد الأفق من أي أمل يلوح بالمستقبل.
قصارى القول: من الصعوبة البالغة بمكان، إحصاء إنجازات نظام الأسد خلال حربه على السوريين منذ عشر سنوات، فهو من أوصل بلادهم إلى المرتبة قبل الأخيرة بين الدول الأقل أمناً بالعالم بحسب معهد الفكر الدولي للاقتصاد والسلام، ووضع سورية بآخر قائمة الأكثر فساداً بحسب منظمة الشفافية، وأوصل البلاد إلى المرتبة 188 من أصل 195 وفق مؤشر الأمن الصحي، والمرتبة 174 من أصل 180 كأخطر دولة على حرية الصحافة بعد أن تبوأ المركز الأخطر بالمنطقة.
ووصل الإنجاز بأن تخرج سورية بزمن حكم الأسد الابن إلى خارج التصنيف العالمي بجودة التعليم وفق منتدى “دافوس” بعد أن وصلت نسبة الأطفال خارج المدراس، وفق تقرير “يونسكو” إلى 39%.
وكل ذلك، من دون أن نأتي على استقدام الأسد لأربعة محتلين لسورية، يسيطرون على مقدراتها وفق “الواقعية” بعد أن زادت انجازاته بتأجير ورهن سورية لشركائه بالحرب، بموسكو وطهران، من التنافسية بين المحتلين، ليفكروا بأبعد من التقسيم أو اقتسام النفوذ.
نهاية القول: هل يحتاج بشار الأسد، بعد كل هذه الإنجازات، إلى حملة دعائية خلال ترشحه لفترة رئاسية وراثية رابعة مطلع العام المقبل، أم ما فعل كفيل بتخليده بسجل الأبطال وبقائه على كرسي أبيه وللأبد، طالما يحقق لمن يهمهم الأمر، جميع الأدوار الوظيفية الموكلة إليه.
إقرأ أيضاً: هل يحل البوط مشكلتنا