سورية تغرق نعم تغرق
أغرقتها.. اتفاقيات الاحتواء والشراكة المؤجلة والقابلة للتعديل والتأجيل والتحويل والتبديل والترقيع والتركيع حسب مقتضيات الواقع وتحولات الموقعين الواقعين تحت سيطرة المسيطرين على سلطة الأمر الواقع.
أغرقتها معاهدات تكميم أفواه بنادق التحرير ومنح الثقة بمن لا ثقة بهم ورسم خارطة التقاسم والتنازل والتداول عبر طاولة الحوار والمفاوضات التي تفضي إلى تنازلت تقود بدورها الى معاهدات ومحاصصات تنتهي بصراعات بينية من أجل الهيمنة والتفرد بالسلطة والنفوذ المفقود.
سورية تغرق.. أغرقتها الولاءات للخارج والارتهان للأجندات الاستعمارية والإفراط في الاتكال على الآخر والتفريط بالكرامة مقابل وهمية الزعامة.
سورية تغرق.. أغرقتها أطماع تجار الحروب واقتصاديات قادة الفصائل الذين أتقنوا وتفننوا في بناء امبراطورياتهم التجارية واهملوا بناء الوطن واقتصاده وتجاهلوا حقوق المواطن وأمنه واستقراره.
سورية تغرق.. اغرقتها دماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ ودموع اليتامى والفقراء والمساكين والجوعى والمشردين والنازحين والمعتلقين والمخفيين قبل أن تغرقهم سيول الأمطار التي جرفت منازلهم وخيامهم ومحاصيلهم الزراعية وما بقي من ممتلكاتهم والقت بهم في العراء دون مأوى أو مساعدة من دولة أو منظمات إغاثة لا تغيث سوى ارصدتها البنكية فهم يموتون بصمت في مخيمات اللجوء التي يغرق فيها المواطن أمام عدسات الكاميرات
سورية تغرق.. أغرقتها قبل سيول الأمطار أعاصير الأحقاد والأنانية والصراعات المذهبية والعنصرية والمناطقية والقروية والشللية والحزبية وأطماع الحاكمين بأمر سادتهم ومموليهم والإرتهان للماضي والرغبة بالإنتقام
سورية تغرق.. بل غرقت منذ أن استوطنت مصالحكم الذاتية موطن الوطن في نفوسكم المتواطئة مع المستوطن المنقلب عليه وفرطتم بسيادته وسيادتنا وسلمتموه لأسيادكم كي يقرروا مصيركم ومصيره فكانت التبعية مثوى جزاء بما اقترفت ايدينا.
سورية تغرق منذ أن هتفنا بموتنا ليحيي سيد الكونين ورائد التغيير وصانع المعجزات وحامل الألقاب مقابل حزمة من القهقات وفقاعات التحديث والتطوير
سورية تغرق.. منذ أن سكتنا عن حقوقنا وجعلنا الطغاة ولاة علينا وارتضينا باسم الممانعة والمقاومة أن يكون القاتل وقاطع الطريق رئيسا ، والعميل والمتاجر بالوطن وزيرا والجاسوس رئيساً للمخابرات ، وشاهد الزور والمحتال والنصاب وجيها
نعم غرق الوطن حين لم نأخذ العبرة ونحن نرى سوريتنا تغرق في مستنقعات الطائفية والتطرف والإرهاب وتخنقها حتى الموت عمامة الولي الفقيه حين لم يسمع كل الشعب آهات وخناجر الفرس تمزق جسدالوطن وتشعل من اشلائه نار المجوس التي احرقته واحالت صبحه المطرز بالجمال إلى ليل معتم تسكنه الأشباح وأهله إلى بقايا رماد وبيوته إلى اطلال مضرجة بدماء الضحايا الأبرياء حين لم يفزع الجميع من السوريين لصرخة سوريا التي فتك بها أنصار النار المقدسة التابعون لملالي قم وجعلوا اعزة أهلها أذله في الشتات حين لم نصغي لصوت وبنادق العمالة وجنرالات الخيانة يحصدون بطائرات المستعمر الجديد ما تبقى من شموخ السوري وكبرياءه نعم غرقت سورية بجهلنا وصمتنا وتمزقنا وصراعاتنا وأطماعنا وتبعيتنا وولاء من وليناهم أمرنا لغير وطنهم وشعبهم ،، ووحدنا لا سوانا القادر على انتشالها والوصول بها الى بر الأمان إن صدقت نوايانا وأخلصنا في دفاعانا عنها وعدنا إلى ديارنا أما وقد استلذينا حياة المنافي وشمرنا سواعدنا للصراع على سلطة مازلنا نبحث عنها وتركنا قضية استعادة الوطن بيد غيرنا فلن يتغير حالنا وسنغرق ونُغرق ما تبقى من وطن وشعب في وحل أجندات لم ولن تصل بنا إلى بر النجاة
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم