الخوف غريزة بشرية تعتري الانسان من شيء ما فهناك من يخاف من الاماكن العالية أو ركوب الطائرات أو الابحار بالبواخر أو يخاف من كائن ما أو صوت ما وهذه الاشياء على سبيل المثال لا الحصر فالرهاب أو الفوبيا (هو مرض نفسي يعرف بأنه خوف متواصل من مواقف أو نشاطات معينة عند حدوثها أو مجرد التفكير فيها أو أجسام معينة أو أشخاص عند رؤيتها أو التفكير فيها هذا الخوف الشديد والمتواصل يجعل الشخص المصاب عادة يعيش في ضيق وضجر لمعرفة بهذا النقص
في الأنظمة الديكتاتورية المستبدة كنظام بشار الأسد التي تهمش مبادىء العدل والمساواة والحرية بل وتقضى عليها في أغلب الاحيان تكريسا وتمكينا للحكم السلطوي المتسلط على الشعب يحدث تقارب وثيق بين الطاغي المستبد وشهوة السلطة تصل الى حد العشق اللامتناهي فتصبح حياة الديكتاتور مرتبطة ببقاءه في السلطة أطول مدة ممكنه وفى سبيل ذلك يعمل على تكوين حاشية من طبقات المجتمع المختلفة على رأسها الاغنياء من رجال الاعمال وأصحاب السطوة والحظوة والنفوذ والسلطة وقضاة واعلاميون انتهاء بالمجرمين ما يطلق عليهم بالشبيحة كل هؤلاء يمثلون سياجا لحماية الطاغية ويروجون لأفكاره ومعتقداته حتى لو كانت مخالفة للدين والاخلاق والمبادئ الانسانية المتعارف عليها وبالمقابل يستفيدون من وراءه بالمزيد والمزيد من الاموال والثروة فهي علاقة تبادل منفعة بين طرفيها كل منهم يعمل على حماية الاخر والدعم المادي والمعنوي كذلك
لكن على الرغم من كل ذلك فكلاهما يشعر بالخوف دائما ويفتقد الى الامان الكامل فهم في قرارة انفسهم أي الطاغية والحاشية يعلمون جيدا أنهم يرتكبون جرائم خطيرة في حق الشعب ويسلبونه حقوقه وثرواته وحريته وارادته بل وانسانيته لذلك تراهم دائما يشعرون بالخطر ممن حولهم ومن الشعب اذا ثار وانقلب عليهم لذلك يسعون دائما لإثارة القلاقل والرهاب او الفوبيا كما يطلقون عليها بين اواسط الناس من أشياء لاوجود لها في الحقيقة أو يضفون عليها شيء من الجدية حتى تصل الى المصداقية خاصة اذا كان المجتمع بالفعل يعانى من حالة توتر وسيولة شديدة ونقص في المؤن وارتفاع معدلات الفقر والبطالة والجوع والمرض فالطاغي وحاشيته يستغلون حالة الهشاشة المجتمعية ويلعبون عليها ومن الطبيعي جدا أن يخاف الناس من زيادة المعاناة على معاناتهم فيتجاوبون مع ادعاءات الطاغية وحاشيته حرصا على حياتهم ولقمة عيشهم
هذا ما فعله الأسد تحديدا عندما أطلق حملة فوبيا اسقاط الدولة وأصدر الاوامر لحاشيته بالترويج لها داخل المجتمع السوري وتوعية الناس من مخاطر تحقق ذلك لو حدث لكن مالا يدركه عامة الناس أن الدول لا تسقط بسقوط الطغاة ولا الانظمة الاستبدادية انما تسقط الدول بسقوط الشعوب فالأنظمة تذهب ويأتي غيرها أما الشعب فهو باق وتظل الدولة باقية ببقاءه لكن الأسد وحاشيته استغلوا الظروف المجتمعية السيئة التي يعيشها السوريين والتي هي صنيعتهم وباّ ياديهم من جهل وفقر ومرض ليروجوا بان الامر سوف يزداد سوء اذا سقطت سورية وحقيقة الامر هم يخافون على سقوطهم هم بعد أن اتضحت معالم فشلهم وخيبتهم وسوء ادارتهم للدولة وبدى للجميع أنهم تشكيل عصابي سطوا على سورية ارضا وشعبا وثروة
فالعصابة جميعها الأسد وحاشيته مرتبطين معا بحبل واحد ويدركون جيدا انه اذا ما سقط الأسد سوف يلتف هذا الحبل حول عنقهم جميعا وأن طوق نجاتهم في نشر الاشاعات والترويج للخوف بين افراد المجتمع حتى يغضوا الطرف عن اجرامهم وبذلك يأمنوا غضبهم فالغاية من ذلك ادخال الشعب في دوامة عميقة تخفى فيها كل الحقائق وتظهر فيها الاكاذيب والمعتقدات المبالغ فيها الى حد بعيد والمطلوب من الشعب الان أن يستفيق ويعي ويدرك انه محاط بهالة من البدع والخرافات التي يختلقها الأسد وحاشيته من أجل الحفاظ على حياتهم وسلطانهم وثرواتهم التي نهبوها من الشعب
هناك ادلة من التاريخ لدول حكمها طغاة مستبدون نكلوا بشعوبهم ثم خرج عليهم الشعب فأسقطهم وأسقط انظمتهم فلم تسقط الدولة بل على العكس تماما قامت من جديد بإرادة الشعب وان كانت مازالت تعاني بعض الشيء من اّثار الانظمة السابقة مثل رومانيا وشيلي والارجنتين والبرازيل وغيرهم من الدول التي عانت كثيرا من الانظمة الديكتاتورية ولنا فيها عبرة
فلا نمكن هذا المجرم وحاشيته من ادخال الخوف الى نفوسنا والتلاعب بمشاعرنا والسيطرة على ارادتنا ونكسر حاجز الخوف داخلنا ونواجههم وجها لوجه فاذا رأوا منا عزيمة وارادة وقوة بأس سيتراجعون كثيرا الى الوراء ومن خلفهم الخزي والعار الذي سيلاحقهم لسنوات عدة ان عاشوا حتى لو داخل السجون بسبب جرائمهم القذرة في حق هذا الشعب .
المقال السابق
المقال التالي