هزيمة الثورة أم هزيمة النخب..

بعد مضي اثني عشر عاماً على انطلاق ثورة شعبنا السوري العظيم، وبعد أن تم اعتقال هذه الثورة من قبل أعدائها الذين اجتمعوا على هدفٍ واحد وهو العمل على إخماد هذه الثورة بكل الوسائل الحديثة حتى غير المشروعة منها وبعد أن تعرت النخب السورية بمكوناتها المختلفة وتجلى عجزها وتبعيتها وفسادها ولم يتمكن البعض منها أن يتجاوز حتى الآن حال العجز الذي هو فيه والذي فضحته الثورة وكشفت توجهاته ورؤاه.

لازال هذا الجسم النخبوي يلهث خلف رؤى وتصورات واحتمالات إيقاف شلال الدم وعذابات الأهل على يد الدائرة الأولى من أعداء الثورة المتربعين على عرش النظام الدولي المهيمن، بل والمستغرب أن البعض من هؤلاء ذهب إلى حد الترويج لفكرة هزيمة الثورة وراح يستقدم الحجج والبراهين ويستكتب من يقدم هذه الرؤية إلى شعبنا ضمن إطار ومفاهيم منطقية وواقعية لا يعتريها سوى القليل من الثغرات التي تتسرب في ثناياها وكأن هذا البعض لم يكفه مما حصد من انكشاف وعجز تاريخيين دفعه ليكون في مواجهة ثورة شعبه أو في الجانب الذي يشغله اعداؤها.

ونسي هذا البعض الذين يعتري منطقهم ومنهجهم تلك الثغرات إنما يكمن فيه ما ينسف هذا المنطق ويكشف ضلاله وبطلانه، فمنهج الواقعية الذي يتكئون عليه إنما يذكرهم أن واقعية الواقع أيضاً تشير وبشكل فاقع أن هذا الواقع لم يكن ليكون لولا إرادة وفعل الإنسان نفسه سيد هذا الواقع، وعليهم فقط أن يتذكروا بسمارك بروسيا ونابليون فرنسا ولينين الاتحاد السوفييتي وجورج واشنطن أمريكا وإسرائيل هرتزل، هذا عدا عن ذكر الرسالات السماوية نفسها ودور الأفراد فيها.

أخيراً…..

يبقى أن نقول إن منطق وإرادة الشعوب ستبقى كما كانت هي الأبقى وهي الأقوى وهي التي ستتجذر إرادتها ورؤاها المحقة في الواقع وسيتمكن شعبنا من انتاج نخبه الممثل الحقيقي له ولتطلعاته وسيتمكن عندها من تحقيق انتصاراته وهزيمة أمثال هؤلاء الهزيلين والهامشيين والأتباع وسيتمكن كذلك من هزيمة أسيادهم.

فإن ذلك إن هو الا منطق التاريخ، وإذا كان للباطل جولة فإن للحق جولات وجولات وإن الديمومة للشعوب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.