نحن وأوكرانيا

يتابع السوريين الاحرار الحرب في أوكرانيا ويشغل بال الجميع اين نحن من هذه الحرب وما تأثيرها على الوضع السوري وماهي المآلات المتوقعة.
-من الواضح ان هنالك توجه للروس بعدم استهداف المناطق المدنية في أوكرانيا خوفا من استفزاز أكثر للغرب بينما لم يكن لديهم أي رادع في سوريا في القصف الوحشي للمدنيين حيث وضع الروس استراتيجية ضرب حاضنة الثورة ومعاقبتها فاستخدموا مع قوات النظام والميليشيات الايرانية ضدها كل أنواع الأسلحة الفتاكة بما فيها السلاح الكيماوي والصواريخ البالستية فوصل أعداد الضحايا المدنيين منذ تدخلها 6910 مدني بينهم 2030 طفل و974 سيدة و ارتكبت روسيا 1079 اعتداء على المنشآت الحيوية من مساجد ومدارس وجامعات ومنشئات طبية وغيرها.
-في مجال دعم الغرب عسكريا لأوكرانيا يبدو دعم الغرب لأوكرانيا مفتوحا في تقديم السلاح النوعي فقد وافقت المانيا على تسليم كييف قاذفة صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ مضادة للطيران بينما شكّل تزويد فصائل الثوار بمضادات الطيران أكبر عقدة في مواجهة النظام وحلفائه مما عرض المناطق التي يحررونها للتدمير بقوة الطيران الحربي السوري والروسي على حد سواء، وتسببت تلك العقدة، بجعل استحالة تأمين أي منطقة محررة.
في منحى اخر لقد قدم الغرب تساهلا في دخول الروس لسوريا واعطائها ما يمكن اعتباره ضوء اخضر في التدخل وقد كشف ذلك مؤخرا كتاب كواليس الإخفاق السوري لمؤلفه أنطوان ماريوتي ويبدو ان سماح الغرب للروس بالتدخل في سوريا جعل بوتين يعتقد ضمن حسابات حمقاء ان الغرب سوف يتردد بالتصدي للغزو الروسي لأوكرانيا ويسلموها اياها
-في موضوع العقوبات فتح بوتين على نفسه أبواب جهنم فالولايات المتحدة بينت انها ستطبق حزمة من العقوبات المالية سماها الرئيس الأمريكي جو بايدن بالعقوبات الفتاكة لتشمل بنوك ومؤسسات مالية وشركات روسية وسيكون لها تأثير عميق وطويل الأمد على الاقتصاد والنظام المالي الروسي إضافة الى شمول رجال أعمال مقربين من بوتين في تلك العقوبات اما في الملف السوري فكانت العقوبات المطبقة على النظام وحلفائه محدودة لم تعطي أي تأثير يذكر على النظام ولم تمنعه من الاستمرار في الإجرام والقتل.
-في المآلات نتوقع تغييرات مهمة في الموقف الأمريكي من جهة اضعاف الوجود الروسي في سوريا وتشددا اكبر مع النظام مما يعتبر فتح جبهة جديدة للغرب على روسيا في سوريا وبالتالي لن يستطيع بوتين بعد الان التصعيد في سوريا ولن نتوقع مقايضات في سوريا بسبب الموقع الجيو استراتيجي لأوكرانيا بالنسية للغرب ولكن الغرب سيحتفظ بسوريا كورقة ضغط وتفاوض مع الروس .
اذا سيكون هنالك إمكانية لأنحسار الدور الروسي في سورية مع انشغال روسيا بهذه الأزمة والمواجهة مع الغرب ولعل أوكرانيا تكون بوابة الحل للقضية السورية بعد ان وصلت الى درجة الاستعصاء الكبير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.