مابعد “جحا وحماره”.. الأسد سيحتفظ بحق الرد

رحلات الطيران الحربي الإسرائيلي إلى السماء السورية بات سهلاً، ميسورًا لايعيقه مانع ولا تجدي معه تلك البيانات التي تكرر
ـ سنحتفظ بحق الرد
أما عن حق الرد، فمازال غائبًا ربما منذ أكتوبر 1973 إلى اليوم، وغالبًا لن يكون هنالك لارد ولا حق رد، فالرد وحق الرد كان على الدوام بمواجهة المتظاهر السوري، والمحتجّ السوري، بمن فيه المحتجّ الذي لم يتجاوز حدود احتجاه منشور على الفيس بوك.
اليوم ثمة تقرير يكشف أن حملة الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا لم تستهدف النظام ولا جيشه، وإنما تشتعل على أعاقة الطموحات العسكرية الإيرانية في سوريا، لكنها دفعت الصراع إلى ساحات أخرى. ودون شك فإن هذا لابد ويسعد السوريين، ويتسبب بابتئاس للنظام.
الجنرال أميكام نوركين أكد الذي تقاعد الأسبوع الماضي كقائد لسلاح الجو الإسرائيلي أن الحملة حققت نجاحا أقل من نسبة 100٪، مشيراً إلى أن الوضع كان من الممكن أن يكون أكثر سلبية من دونها.
المزيد من المعلومات تفيد ومصدرها بيانات إسرائيلية ، إلى أن الجيش الإسرائيلي نفذ أكثر من 400 غارة جوية في سوريا وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط منذ عام 2017 كجزء من حملة واسعة النطاق تستهدف إيران وحلفاءها، وهي معلومات اكدها تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال
القادة الإسرائيليون أشاروا إلى أن الحملة باسم “الحرب بين الحروب” التي يقولون إنها تهدف إلى ردع إيران وإضعاف قدرة طهران على ضرب إسرائيل في حالة اندلاع حرب مفتوحة بين الخصمين الإقليميين.
ومن بين الأهداف التي ضربتها إسرائيل في سوريا، أنظمة دفاع جوي روسية وقواعد طائرات بدون طيار يديرها مستشارون عسكريون إيرانيون، وأنظمة صواريخ دقيقة التوجيه لمقاتلي حزب الله في لبنان.
كما قتلت الضربات أكثر من 300 شخص من بينهم قادة عسكريون إيرانيون وجنود سوريون ومسلحون تدعمهم طهران وثلاثة مدنيين على الأقل، وفقاً لتقرير من شركة NorthStar Security Analysis وهي شركة استشارية مقرها إسرائيل.
للاستزادة قالت كارميت فالينسي، الباحثة في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إن الحملة أدت إلى انسحاب القوات الإيرانية إلى حد كبير من مواقع قريبة من الحدود الإسرائيلية إلى مناطق أكثر أمانًا في شرق سوريا
وأضافت أنها “استراتيجية فعالة، لكنها غير كافية للتعامل مع ترسخ إيران الكامل قربها والتهديدات التي تمتلكها.
آخر العمليات التي شنتها إسرائيل وقعت يوم السبت الفائت، وكانت غارات عنيفة على “مصانع إيرانية” في ريف حماة وسط سوريا، في أوسع هجوم من نوعه منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا. تزامنت مع”انفجارات حصلت في محيط مدينة مصياف بريف حماة الغربي، نتيجة صواريخ إسرائيلية استهدفت عدة نقاط في محيط مدينة مصياف ونقطة في قرية السويدي ومعامل الدفاع في منطقة الزاوي بريف حماة الغربي، حيث توجد ميليشيات تابعة لـ(الحرس الثوري) الإيراني، و(حزب الله) اللبناني
العمليات طالت “مستودعات ومراكز بحوث لتطوير الصواريخ، وطائرات مسيرة” في الأماكن المستهدفة.
يذكر أن هذا الاستهداف الإسرائيلي للأراضي السورية هو الثامن خلال عام 2022، ويأتي القصف الجديد بعد أكثر من شهر عن آخر مرة قصفت فيها إسرائيل الأراضي السورية في 7 مارس الماضي .
الروس، ولهم قاعدتهم العسكرية في حميميم صامتون، والإيرانيون ولهم مالهم من قواعد متحركة وثابتة صامتون، والنظام كما لو لم يكن، لاينطق حتى ول بمستوى “سنحتفظ بحق الرد”، وعموم السوريون باتوا يزغردون للطائرات الإسرائيلية، لا لنقص في وطنيتهم، بل لامتهان “مواطنيتهم” على يد الروسي، الإيراني، والنظام الذي لاتعدو مهمته سوى الاذعان لحلفاء هم الاوصياء.
ـ حق الرد؟
تلك هي النكتة التي يتداولها السوريون بعد استفاد نكات الأجداد التي غالبًا ما انشغلت بـ:
حكايات جحا وحماره.

سوريا الأمل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.