لماذا كل هذا الاهتمام الروسي الامريكي بقسد ؟.

لماذا كل هذا الاهتمام بقسد منذ قيام الثورة السورية ،وترك بقية السوريين في جحيم شبيحة الأسد ، ولماذا تم تشكيل التحالف الدولي وتركيز عملياته في كوباني ، وترك السوريين يئنون تحت ضربات الاسد وشبيحته ومليشيات إيران وحزب الله يعانون الامرين ، ولماذا لم تكن أمريكا متحمسة للإنتقام لأطفال سوريا  الذين قُتلوا بالكيماوي، ولماذا احتضنت قسد ودعمتها بالمال والسلاح …لماذا؟ 

لماذا إندفع التحالف الدولي لمحاربة داعش في الرقة والحسكة والقامشلي وحول أبار النفط في حقول الرميلان والتنك وحقل عمر والورد، والتيم، والجفرة، وكونيكو، ومحطة الـ”تي تو”   (T2) لماذا ؟

 في الواقع إن داعش كانت موجودة في الجنوب السوري  في بئر القصب وحوش حماد قبل أن يتم أدخال داعش من العراق الى الرقة بعد ان تم تشكيلها  بالعراق بالاتفاق بين سليماني والمالكي وعلي مملوك  وإدخالها  الى الرقة ودير الزور الى  الشرق من سوريا ، وتسليمها الفرقة الثامن عشر المدرعة خلال  48. ساعة بالتنسيق مع النظام السوري. ومن خلال منظور التلكتيك  العسكري لايمكن أن تنهار فرقة مدرعة فيها 300 دبابة و200 عربة ميكانيكية  وفوج مدفعية ثقيلة أمام ملشيات مرتزقة من داعش .

لايخفى على أحد باننا امام تشكيل كيان إرهابي جديد قوامه حزب الـــ PKK المجرم ومشابه للكيان الصهيوني تسعى أمريكا تثبيته في المنطقة الشمالية والشرقية من سوريا .

أيضا لابد ان نقول لماذا  إصرار روسيا  المستمر وإلحاحها على ثني تركيا عن العملية البرية فالأمر يدعو للكثير  من الإستغراب ووضع إشارات إستفهام كثيرة ، والإتصالات المتتابعة للروس التي يجريها المسؤولين الروس من لافرنتيف الى شويغو الى بوتين ، الذين كثرت تصريحاتهم  التي يتهمون بها تركيا بأن عمليتهم البرية الشاملة  قد تؤدي إلى تصاعد العنف في المنطقة.

لماذا تحمس  وزير دفاع بوتين للدفاع والحرص على سلامة ارهابيي قسد  الذي دمر سوري وهو الذي افتخر بأن قواته المسلحة جربت 320 نوعاً من الأسلحة ذات الدقة العالية والتقنية في سوريا في حرق المخيمات ، وأعطت مفعول ايجابي في تمزيق أجساد الأطفال واشلاء النساء والرجال وقطعت وبترت أعضاء الكثير من الشباب وأصبحوا بحالات إعاقة مختلفة .

في الواقع لم يكن بوتين وشويغو ولافروف ولافرنتيف حريصين  على سلامة ابناء الشعب السوري العزل من السلاح بمقدار خوفهم الحالي على عصابات حزب ارهابي مدجج بالسلاح المقدم لهم كهدية من أمريكا لتقوي شوكته بحجة محاربة داعش .

كل هذا يقودنا الى أن روسيا وايران ونظام أسد في غرفة عمليات مشتركة لهم نفس الاهداف والايديولوجية يقودهم ضباط وخبراء ومستشارين روس يسعون الى خلق ممر ارهابي لضرب الامن القومي التركي. 

في الطرف المقابل نجد الإصرار التركي على متابعة تنفيذ العملية  جاء على لسان  وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في رده على نظيره الروسي سيرغي شويغو، أن بلاده ستستمر في الرد على الهجمات التي تنطلق من شمالي سوريا. لضمان الأمن القومي التركي  

والرد على الاستفزازات والهجمات التي تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة، والأعمال التي تستهدف المناطق المدنية والمواطنين الأتراك، و منع التهديد والممر الإرهابي وتحييد التنظيمات الإرهابية شمالي سوريا بشكل دائم، وأهمية الامتثال للاتفاقيات السابقة بشأن هذه القضية.

لم يكتفي المسؤولون الروس بالدبلوماسية بل صعدوا في تحذير تركيا من شن هجوم بري شامل على مواقع ميليشيا “قسد” في شمال سوريا، وإيقاف عملية “المخلب- السيف” التركية.

لقد اعتبر لافرنتيف أن “مثل هذه التحركات قد تؤدي إلى تصاعد العنف ”،متناسياً  إجرام سلاحه الجوي الذي يقتل المدنيين في الخيام والمدن والقرى في إدلب وريف حلب والباب واعزاز

لاشك بأن الاستطلاع التركي يعمل ضمن منظومة بنك اهداف معادي ، لابد من سحقه وتدميره ، وصرح  الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ بداية العملية المخلب السيف بأن  العمليات التي نفذتها تركيا بالمقاتلات والمدفعية والطائرات المسيرة في إطار عملية المخلب ـ السيف ما هي إلا بداية.مرتكزا على أن معطيات الرصد كشفت الكثير من القوى والوسائط والسلاح الثقيل المكدس  لدى قسد، لذا لابد من  إجتثاث الإرهابيين من مناطق تل رفعت ومنبج وعين العرب”.وحتى في دير الزور وحول حقول وأبار النفط ، وهذا ما حدث بالفعل  ، وذلك رداً على عدم التزام روسيا وأمريكا بتعهداتها حول أبعاد قسد الذراع السوري لــ pkk  عن الحدود السورية مع تركيا ،  مستطرداً بان إن  لم تستطع الأطراف الأخرى الوفاء بمتطلبات الاتفاقية، فيحق لنا أن نتدبر أمرنا بأنفسنا”.

إن العملية الجوية التركية الواسعة التي إنطلقت  الأحد الماضي ضد  ميليشيات قسد في منطقة شمال شرقي سوريا، وذلك رداً على التفجير الذي وقع في مدينة إسطنبول.

أما سلبيات قسد الذراع السوري لـــ pkk  على الصعيد السوري فهي من مزقت الثورة السورية ، وسيطرت على الثروة الاقتصادية وحرمت السوريين من ثرواتهم. و هي من طعنت ثورتنا بمقتل ومثلت بشبابنا وحملتهم على ناقلات وعملت بهم عرض واستعراض… قسد هي الخطر على وحدة الأراضي السورية وسلامتها .

في الختام فإن قسد هي عبارة عن تشكيل من تشكيلات نظام أسد بالأصل هي pkk تم تغيير اسمها بالاتفاق بين الامريكي وعلي مملوك ذراع أسد، وفي ظل دولة سورية فاشلة لايستطيع  فلول الجيش السوري السيطرة على كل اراضيه، لذا فالجيوبولتيك التركي يقتضي ان يحقق الأتراك أمنه بالقوة في حال وجود دولة غير مستقرة على حدودهم الجنوبية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.