كانت دول المنطقة (باستثناء إيران) غير مرحبة بفوز الرئيس الامريكي جو بايدن باشغاله للبيت الابيض لاربع سنوات ..وكان عدم ترحيبهم بفوزه لادراكهم ان الادارة الديمقراطية الجديدة ستكون ادارة اوبامية ثالثة نظرا لشغل الرئيس بايدن لمنصب نائب الرئيس لدورتي الرئيس اوباما ولمشاركته الفعلية بصناعة احداث المرحلة تلك ولكونه اطلق تصريحات خلال حملته الانتخابية تؤكد رغبته بالعودة للاتفاق النووي والانقلاب على كل سياسات الرئيس ترامب في المنطقة
لذلك بدات حركة سيولة بالتموضعات او التحالفات بين دول الإقليم..وبدا على الجميع الرغبة في اصلاح ماخربته السياسات السابقة ..
كان المحرك الرئيس لتلك الخلخلة بالتموضعات السابقة الاستعداد لمواجهة فترة تخادم امريكية ايرانية تعقب توقيع اتفاق نووي جديد يعيد الى الأذهان تلك المرحلة بعد توقيع الاتفاق السابق بصيف عام 2015 والتي اعقبها ترسيخ للهلال الشيعي الممتد عبر اربع عواصم عربية + غزة..
بدا الغزل التركي المصري سابقا على الرغبة التركية الخليجية باصلاح ذات البين…
لم يبالغ الاتراك بسحق الجنرال حفتر واحترموا الرغبة المصرية بالتوقف عند سرت…قابله رد مصري باجراء لقاءات على مستوى امني بغية وضع حجر اساس متين لعودة العلاقات الطبيعية بين البلدين كان من ابرزها التضييق على افراد من المعارضة المصرية المقيمة بتركيا
وبعد وصول رئيس ايراني متشدد عقد ببغداد مؤتمر اقليمي حضرته ايران ومصر وتركية ودول مجلس التعاون الخليجي وفرنسا…وكانت السمة الواضحة للمؤتمر ان ايران بجهة وكل الدول الحاضرة بجهة اخرى…وكان قد سبق عقد هذا المؤتمر زيارة مفاجئة لم يكن يتوقعها اكثر المتفائلين بعودة المياه الاماراتية التركية لمجاريها…كان خبر وصول الشيخ طحنون بن زايد (مسؤول الامن الوطني الاماراتي)..صاعقا وافضى الى اعلان مقتضب عن تفعيل التعاون الاقتصادي بين البلدين وكان واضحا ان ماتم بحثه اعمق مما تم الاعلان عنه..بحيث لم يتاخر الاعلان عن اتصالات هاتفية بين الشيخ محمد بن زايد والرئيس التركي اعقبه زيارة الشيخ محمد لانقرة وتوقيعه للعديد من الاتفاقيات الاقتصادية والمشاريع الاستثمارية في وقت كانت تعاني الليرة التركية من صعوبات جمة
لايمكن قراءة زيارة ولي عهد ابو ظبي لانقرة وحرارة الاستقبال التي احاطت بالزيارة الا انعطاف استراتيجي بالعلاقات بين البلدين والتي كدر صفوها وقوف الطرفان في مكانين متناقضين من الربيع العربي ومآلاته…
كان لابعاد الحركات الدينية عن الحكم وتعاظم الخطر الايراني على المنطقة ..اكبر الاثر في ان يبصر هذا التقارب النور ويظهر للعلن
التنسيق التركي الإماراتي بالعراق
المقال التالي