في رتق الثقوب السوداء


عام 2022, أنها السنة الثانية عشر من عمر الصراع في سوريا , القضية السورية لاتزال تراوح في المكان ,تحول السوريون إلى حشد بشري مشتت ومنتهك وضعيف، ينتظر أن يقرر الآخرون مصيره , تم تقويض بنية المجتمع السوري على مستويات عديدة، تستمر الضغوط على السوريين الاحرار للاستسلام كأنهم لم يخسروا مليون شهيد .
في تقييم الأوضاع تبدوا في الصراع مع النظام وحلفاءه ثقوب سوداء ثلاث تضعف موقف المعارضة السورية وتخلق ضغوطا هائلة على السوريين الاحرار و تبث اليأس في نفوسهم وتضعف صمودهم في مواجهة ما يتعرضون له .
فالأول هو قيادة المعارضة السورية الحالية والتي تتحمل جزء كبير من المسئولية عن ما وصلنا اليه والثاني هو الفقر الذي تجاوزت نسبته في المنطقة المحررة التسعون بالمائة والثالث هو الأوضاع الكارثية في مخيمات شمال وشمال غرب سوريا.
في مواجهة تلك الأوضاع وسعيا للخروج من ذلك الواقع نرى انه من الضروري ان نغير طريقة تفكيرنا ونركز جهودنا على رتق الثقوب الثلاث في سبيل تعزيز صمودنا وذلك ليس بالأمر المستحيل في حال وجود الإرادة والصدق والإخلاص
في رتق الثقوب الثلاث من المفترض بناء الاستراتيجيات المطلوبة ونقترح في ذلك
بما يتعلق بالثقب الأول وهو قيادة المعارضة السورية الحالية: نقترح في رتق الثقب هذا العمل على تكوين المجلس السياسي لقيادة الثورة السورية -الكتلة الصلبة- و الذي يجب ان يعتبر الممثل الحقيقي والوحيد للسوريين الأحرار ويتم تكوينه من شخصيات من الفعاليات الوطنية من أصحاب الخبرة معروفة باستقلاليتها وكفاءاتها المتكاملة والمشهود لها بالحضور والشعبية والخبرة السياسية والسمعة الطيبة وهي تتواجد في المناطق المحررة أو في أي من دول العالم ويمكن انتقائها من قبل لجنة من عشرة أشخاص الأكبر سنا من المجموعات الثلاث القضاة المنشقين والسياسيين العاملين في الشأن السوري والضباط المنشقين وذلك بعد وضع المعايير المطلوبة للانتقاء المطلوب بحيث تكون متفرغة وغير مرتبطة بعمل أخر. ويجب بنفس الوقت تحويل جسم الائتلاف الوطني الحالي ومهماته إلى جسم جديد هو البرلمان الائتلافي يتكون البرلمان الائتلافي من الشخوص الحاليين للائتلاف الوطني مع اضافة التكوينات الممثلة الثورة السورية على كافة الأصعدة والتقاطعات
الثقب الثاني الفقر من الواضح ان أغلب فئات المجتمع في شمال غرب وشمال غرب سوريا قد دخلت في دائرة الفقر المدقع وفق المقياس الذي وضعه البنك الدولي وهنالك تقديرات دولية بأن نسبة من يدخل ضمن دائرة الفقر المدقع في المنطقة تتجاوز نسبتهم التسعون بالمائة ,بالتالي يجب العمل على وضع استراتيجية لمحاربة الفقر في المنطقة ووقف التردي الاقتصادي بها حيث نقترح بداية تأسيس مركز لتنمية مناطق شمال وشمال غرب سوريا يعمل على تشكيل فريق مختص من الخبراء الاقتصاديين التكنوقراط من داخل وخارج سوريا ليقدم استراتيجية لإدارة عملية التنمية في المناطق التي سمح قرار وزارة الخزانة الأميركية مؤخرا بالاستثمار ضمنها في شمال سوريا ومن الممكن الاستناد الى المبادرة التي اطلقتها منظمة (غلوبال جستس) الأميركية بالتعاون مع (التحالف العربي الديموقراطي) و التي تتمحور حول خلق مناخ اقتصاد سياسي ملائم في المنطقة التي سمح بالاستثمار بها ليجذب الحد الأدنى من رؤوس الأموال، وأن تكون تلك المناطق نموذجًا يحتذى به لكل سوريا حيث سيوفر ذلك فرص عمل ليس لسكان المنطقة فقط بل لكل السوريين في مناطق شمال وشمال غرب سوريا
الثقب الثالث المخيمات: يبلغ عدد النازحين ضمن مواقع النزوح مليون وثمان مائة الف نازح وأغلبها مخيمات عشوائية ويشكل نازحيها أربعون بالمائة من سكان مناطق شمال وشمال غرب سوري ويعيش النازحون ضمنها في ظروف بالغة الصعوبة ومعاناة لا توصف
في ذلك نوصي بتعاون المنظمات الإنسانية العملة في المنطقة مع المجالس المحلية في المنطقة و مع مجلس منتخب من نازحي المخيمات من أجل بناء جسم مشرف على المخيمات يعمل على إدارة ملف المخيمات حتى لو كانت الخطوة متأخرة ويعمل على مخاطبة الدول الداعمة للقضية السورية ورجال الاعمال السوريين في العالم من اجل تحسين أوضاع المخيمات و تمويل مشاريع نقل نازحي المخيمات جميعا الى مساكن جاهزة لا يتم تمليكها لمن ينتقل اليها و يمكن الاستفادة منها مستقبلا في إسكان من ليس له منزل من سكان المنطقة ولمن يريد البقاء في المنطقة من النازحين اليها مع تامين الخدمات والبنية التحتية المطلوبة لتلك المساكن و أن يتم ذلك بالتعاون مع الدول الصديقة الداعمة للثورة السورية.
نعتقد اننا اذا قمنا برتق الثقوب الثلاث السابقة فسوف يمكننا الصمود في معركتنا مع النظام الى امد مفتوح خاصة ان النظام يقف على ارجل من قصب يمكننا كسرها لو اعدنا ترتيب صفوفنا و رتق مواضع الضعف التي تكلمنا عنها.

12-8-20222

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.