منذ انطلاقتها على يد الشيخ أحمد اسماعيل ياسين، كان لها مشروعها.. مشروع يمتد من التأسيس حتى المآل، أما المشروع فأبرز ملامحه
ـ أولاً إنهاء أو إنهاك منظمة التحرير الفلسطينية، وبالتالي الإجهاز على مرجعية فلسطينية تحكي باسم الفلسطينيين، وكان لها ما أرادت، ومن نتائج ما أرادت تمزيق الوحدة الفلسطينة وتحويل القضية برمتها إلى أزقة وقبائل
ـ ثانيًا، الإجهاز على مفهوم الدولة كمفهوم، وهاهي تنشئ إمارتها في غزة على حساب فلسطين الدولة المأمولة التي لن تكون إن لم تكن الضفة وغزة والقطاع
ـ ثالثها الارتباط العضوي بمشروع “الإخوان” وبالنتيجة الالتحاق بمشروع أوسع من حدود الدولة، وهو مشروع الخلافة المتقاطع مع الحركات الراديكالية الإسلامية بدءًا من داعش وصولاً لجبهة النصرة مرورًا بالرحم الأم ونعني القاعدة، والكل يشرب من الإناء الإيراني، حتى بات مرشد الكل في طهران
منذ نشأتها وحتى مآلاتها ما الذي قدمته للقضية الفلسطينية؟
حرب تشنها بالألعاب النارية على إسرائيل فتكون النتيجة المزيد من الضحايا والخسائر وتهديم المدن والضواحي، ومن بعدها يأتي خالد مشعل أو اسماعيل هنيه إلى المنابر لإعلاء شأن الخطابات فيما المال الوسخ يتدفق وعبر مطار بن غوريون، أي بإشراف الإسرائيليين، وتحت نظرهم، بل وبرعايتهم، إلى قيادات حماس، وهي قيادات تشارك القيادات العربية في فسادها وانحطاطها وفجورها، فيما الناس يموتون جوعًا وبردًا، ومن لم بالجوع او بالبرد، لابد ويلقى الموت بالحزام الناسف الذي لم يستعد أرضًا ولم يحرر شعبًا
واليوم، تطلب قيادة حماس المصالحة مع نظام دمشق، وفي واقع الحال هي لم تطلب، وليس لها إرادة في أي من اختياراتها السياسية، فالأمر والنهي في طهران، أما الإهانة فتتلقاها من دمشق التي تفرض شروطها على المتسول الحمساوي، ليبيع مواقف الأمس باليومية التي يشتغل فيها عند طهران
وفد من حماس يزور دمشق؟
ليس خبرًا طازجًا ولا جديدًا غير أن الجديد فيه هو رد دمشق
رد دمشق يمكن اختصاره بأنه لايشتري بضاعة حماس إلاّ بشروط
لنتصور نظام متهالك ومتشقق ومفلس يفرض شروطه على من يده يديه وعنقه للتحالف معه
ماحال هذا “الحماس” والامر كذلك
إنه “المشروع”.. انطلق لتفكيك المرجعية الفلسطينية، واستمر ليستقر في الحضن الإيراني من أجل توطيد “مرجعية الفقيه”
ثوار بالاجرة، هذا حالهم
آخر أخبارهم يتسولون أمام بوابة قصر المهاجرين