الولايات المتحدة وسوريا في البحث عن القيم الامريكية الضائعة

عام 2022 .انها السنة الثانية عشر من عمر الصراع في سوريا ,لاتزال القضية السورية تراوح في المكان .لم يتوقف التصعيد والقصف من قبل النظام وحلفائه رغم وقف اطلاق النار ,تتفاقم الأزمة الانسانية يوما بعد يوم لتزيد مأساة الشعب السوري حدة لتشكل الأزمة الأكثر كارثية منذ الحرب العالمية الثانية .أما العالم فلا زال ينظر بلامبالاة امام ما يحدث في سوريا وهو يرى امامه القتل والتهجير والتغيير الديمغرافي وتدمير البنية المجتمعية والبنية الاقتصادية التي يقوم بها النظام وحلفائه
رغم معرفتنا بان الحديث عن قيم الولايات المتحدة و هي الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية وتعدد الفرص والمساواة هي نوع من الرومانسية السياسية الا انه من الواجب تذكير الولايات المتحدة بتلك القيم التي تعود جذورها الى وثيقة إعلان الاستقلال الأميركية الصادرة عام 1776.ومن الواجب ان نبحث هل تم تطبيق تلك القيم في سوريا.

  • أولا في الالتزام بقيمة الديمقراطية دفع السوريون ولازالوا ثمنا باهظا لمطالبتهم بالديمقراطية و إقامة دول الحق والقانون لكن الولايات المتحدة تركت الشعب السوري وحيدا اعزلا وهو يكافح من اجل تحقيق هذا الحلم وكأنه من المراد من كل ما تم فعله به هو أن يترك ليعود صاغرا الى حظيرة الديكتاتورية
  • ثانيا في الالتزام بقيمة الحرية على مدار اربع عقود متتالية كان الشعب السوري يكافح ويقدم التضحيات كي يبني دولة الحرية والعدالة والمواطنة لم تعمل الولايات المتحدة وهي التي ترفع شعار الحرية بمساندة الشعب السوري للحصول على حريته وأن يكون جزء من العالم الحر الذي تتزعمه الولايات المتحدة .
  • ثالثا الالتزام بقيمة بحق الشعوب في حق تقرير المصير لقد تحول السوريون نتيجة لعدم جدية الولايات المتحدة في إقامة حل سياسي للقضية السورية خلال عشر سنوات مضت الى حشد بشري مشتت ومنتهك وضعيف، ينتظر أن يقرر الآخرون مصيره، ومصير الجغرافيا التي كانت وطنه وتؤكّد وقائع السنوات العشر الماضية أن الصراع في سوريا ما كان له أن يصل إلى هذا الاستعصاء القاتل، لو كان مصير السوريين ومستقبلهم حاضراً للإدارات المتعاقبة للولايات المتحدة .في المقارنة في الاستجابة لحق تقرير المصير بين السوريين والاوكرانيين لقد وجدنا دعما الغرب لحق تقرير المصير للشعب الأوكراني فتلقى الدعم بأقوى اشكاله الاقتصادية والعسكرية بينما السوريون لم يتلقوا أي دعم يذكر فإذا عدنا بالذاكرة الى مؤتمر أصدقاء سوريا في روما وقراره بالسماح للمعارضة السورية بالحصول على عربات مدرعة ومعدات عسكرية غير فتاكة بينما منع عن السوريون الأسلحة التي تحميهم في مواجهة اعتى الأسلحة التي استخدمها النظام والروس فحظرت عنه المضادات الجوية و تم تقنين مضادات الدروع ولم تكن ثمة عقوبات على الروس لتدخلهم في سوريا وارتكاب الجرائم كما طبقت عليهم عند اجتياحهم اوكرانيا حيث طبقت الولايات المتحدة ما سماها الرئيس بايدن عقوبات مدمرة .
  • رابعا الالتزام بقيم حقوق الانسان نعتقد ان الولايات المتحدة وهي الدولة الأقوى في العالم لم تبذل جهودا حقيقية كافية لمنع النظام السوري وحلفاؤه من انتهاك جميع حقوق الإنسان في سوريا من استخدام البراميل المتفجرة الى الكيماوي الى قتل المعتقلين دون أن ينالهم عقاب وكيف تكون حقوق الانسان حاضرة لدى الجانب الامريكي واكثر من مليون سوري لازالوا يعيشون في الخيام ومئات الألاف من السوريين فقد قتلوا في المعتقلات وكان بالإمكان انقاذهم لو ضغطت الولايات المتحدة من أجلهم .

في النهاية نقول ان نقض الولايات المتحدة لتلك القيم في سياستها تجاه الملف السوري انما تهدم بيدها كل ما تم بناؤه عبر التاريخ العريق للولايات المتحدة في تكريس تلك القيم . -ان القيم ليست فقط هي اثمن ما يمتلكه الافراد بل كذلك الدول في مسيرة حياتها و لا يعادل خسارتها فقدانها أي خسارة

13-5-2022

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.