المساعدات الدولية لشمال وشمال غرب سوريا, الخنق بالتتابع

في تقييم أوضاع منطقة شمال وشمال غرب سوريا من حيث انتشار نسبة الفقر , استندنا في تقييم نسبة الفقر الى معيار الفقر المدقع الذي حدده البنك الدولي وهو ان يعيش الفرد بأقل من 1.25 دولار في اليوم أي 210 دولار للعائلة من6 افراد في الشهر الواحد. لقد وجدنا ان دخل اغلب فئات المجتمع في شمال وشمال غرب سوريا تدخل في خانة الفقر المدقع ومنهم العمال والموظفين الحاليين والسابقين والمتقاعدين والنازحين في المخيمات, إضافة للعاطلين عن العمل الذين تصل نسبتهم الى50% لمن تفوق أعمارهم 35 سنة ويدخل في خانة الفقر المدقع ايضا اصحاب الفئات الضعيفة من الارامل و الايتام و ذوي الاعاقات و مصابي الحرب ممن لا تشمل معظمهم شبكة الدعم الحالية التي تقوم بها المنظمات . وفق المعطيات السابقة انخفضت نسبة الطبقة الوسطىفي المنطقة الى ما دون الخمس بالمائة فلم يعد متوسط الدخل الأسرى لأغلب الفئات التي كانت ضمن الطبقة الوسطى كافيا لإشباع حاجاتهم الأساسية بالتالي انزلقوا الى طبقة الفقر المدقع التي فاقت نسبتها تسعون بالمائة.-ان الواقع السابق يجعل ملف المساعدات الدولية حيويا للسوريين في مناطق شمال و شمال غرب سوريا حيث يعتبر المنفذ الوحيد لدخول المساعدات حاليا هو معبر باب الهوى لكن هذا المنفذ معرض للإغلاق بسبب الفيتو الروسي فقد قتل الروس السوريين وهدموا بيوتهم وقاموا بتهجيرهم قسريا والان يلاحقهم الروس في المساعدات التي تبقيهم على قيد الحياة .في دراسة لتتالي القرارات بما يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية تبين مايلي- في 2014 قرر مجلس الأمن من خلال اعتماد القرار رقم 2156 وتمديداته منح الإذن لوكالات الأمم المتحدة وشركائها باستخدام الطرق عبر خطوط النزاع والمعابر الحدودية الأربع في باب السلامة، وباب الهوى والرمثا، و اليعربية بهدف إيصال المساعدات الإنسانية.- في كانون الثاني/يناير 2020 اعتمد مجلس الأمن القرار 2504 الذي يقضي بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا عبر معبرين فقط من تركيا وهما باب الهوى وباب السلامة لمدة ستة أشهر، وإغلاق معبر اليعربية في العراق والرمثا في الأردن واعطى هذا القرار النظام الفرصة للتحكم بالمعونات الواردة لشرق سوريا.- في تموز/يوليه 2021 صوت مجلس الأمن بالإجماع على تمرير مشروع القرار (S/2021/636)وبتمديد القرارات الواردة في الفقرتين 2 و3 من قرار مجلس الأمن 2156 (2014)، لمدة ستة أشهر فقط لمعبر باب الهوى مع تمديد ستة أشهر إضافية دون الحاجة لتصويت، أي لتاريخ 10 تموز/يوليو 2022. – في 10 تموز 2022 صدر القرار 2642 ،القرار وهو يجدد تفويض إيصال المساعدات عبر المعبر الحدودي “باب الهوى” لمدة ستة أشهر أي حتى 10-1-2023. كما يلحظ إمكانية تمديده مرة أخرة لمدة ستة أشهر إضافية، وهذا سيقتضي اتخاذ قرار منفصلا. كما يطلب إلى الأمين العام أن يقدم تقريرا خاصا بشأن الاحتياجات الإنسانية في سوريا.-تكمن المشكلة في القرار الأخير ان سينتهي في شهر كانون الثاني/يناير القادم أي في فصل الشتاء وهو الوقت الذي تبلغ فيها الاحتياجات الإنسانية ذروتها .- في النتيجة نلاحظ كيف جرت عملية الخنق التدريجي للمنطقة في مجال المساعدات حيث تم بموجب قرارات مجلس الامن تقليص تدريجي في عدد المعابر من اربع معابر الى معبرين ثم معبر وحيد هو باب الهوى مع معبر عبر الحدود لمدة ست اشهر مع تمديد تلقائي ست اشهر الى القرار الأخير وهو التمديد فقط لمدة ستة أشهر مع إمكانية تمديده مرة أخرى لمدة ستة أشهر إضافية سيقتضي حينها اتخاذ قرار منفصل من مجلس الامن اذا لم يرفع الروس الفيتو . -اننا نرى ان عدم تحقيق ضغوط حقيقية من قبل الدول الغربية على الروس في مجلس الامن سمح بتناقص تدريجي لتلك المعابر ولمدة التمديد كما لاحظنا وهذا يعتبر رضوخا للخطة الروسية في الاغلاق التدريجي للمعابر وخنقا تدريجيا للسوريين في شمال وشمال غرب سوريا.

14-7-2022

تعليق 1
  1. فواز اصلان يقول

    مجلس الأمن الذي لاعلاقة له باسمه .فهو مجموعة دول تتحكم في مصير الشعوب حسب مصالحها الخاصه والمتمثله بالسيطرة على مقدرات العالم .وهناك تنسيق عالي المستوى بين هذه الدول .إذ كيف يسمح بدولة دمرت سوريا وهجرت نصف أهلها واعتدت على اوكرانيا ولازالت تهدد أمن العالم كيف لها أن تكون عضوا دائما في هذا المجلس الذي يمارس العهر الأخلاقي .وايضا لها الحق باستخدام الفيتو .هذا بدل ان تطرد من هذا المجلس كونها تقوض الامن العالمي …تبا لكم ولمجلسكم الذي لايعرف شيئا من الإنسانيه ومتجردا من كل القيم والأخلاق الإنسانيه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.