الــسوري والـعـــيــد الــحــزيـــن

يحل عيد الأضحى المبارك علينا هذا العام وسورية وطننا الغالي تعيش واقعاً مراً أليماً، تهتز له المشاعر، وتتفطر له القلوب، تدمع له العيون، وتقشعر منه الأبدان، عيد وسورية في رحم الجراح غرقت في شلالات الدم، أرواح تزهق في كل مكان، دماء تسيل، أطفال تشرد، بيوت تهدم، بطون تتألم جوع، أعراض تنتهك، ثروات تنهب، أراض تغتصب، حقوق تهضم، شريعة معطلة، وفساد منتشر، مثقلة بالجراح، والشعب ة ينزف دماً وفي القلب غصة وفي النفس حسرة جراء ما يحدث في وطننا من جور وطغيا نعيد والجميع يتقاتل ويتناحر، جروح ودماء وتشريد وقتل وعنف وفوضى، والأرض ما زالت مبللة الثرى بدم الشهداء وتختلط الأفراح بصرخات الموجوعين وآلام الثائرين، ونتعايش بمرارة مفجعة مع حملة الابادة والمجازر الدموية والمذابح الوحشية التي يقترفها المجرمون السفاكون في سوريا، عيد ودمشق تصرخ وتئن وتنزف مسلوبة جريحة تحت وطأة المجوسي وبأيدي أحفاد القردة والخنازير، وما يلقاه مسجدنا الأموي من تدنيس وعدوانعيد وقلوبنا تنزف دما وتعصر ألما على أوطاننا التي هي في أوضاع لا تحسد عليها، جروح جديدة تضاف إلى هذه الأمة المكلومة، وشعبنا السوري يقتل مثل النعاج، شلالات دم تنزف وتفوح رائحة الدماء في كل مكان، ضحايا حرب ضروس ومجاعة وأمة قابضة على الجمر نازفة تدفع الثمن غاليا، والمساجد تهدم، والعروبة ثكلى، ودبابات الأمة وأسلحتها موجهة لا لحماية الشعوب من الأعداء، ولكن لحماية الأعداء من الشعوب عيد وسورية تعاني من القتل والعنف والتفجير تحت رايات جاهلية وعصبية عرقية ليصبح وطننا ممزقا تلعب به حفنة من الملالي والآيات في إيران وبعض ناكري الجميل وخونة الوطن الذي سلموا عقولهم لجهلة مجرمين ليغرق الجميع في صراعات دموية، حتى يسهل عليهم اختطاف أوطاننا والسيطرة عليها يأتينا العيد تحت وابل النيران والبغي والعدوان، باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان والغيرة على الدم العربي الذي يباع ويشترى في بورصات السياسة المزورة وقتل يأتيهم من الذين رفعوا يافطة الحرية والعدل والمساواة ولا يطبقونها علينا!!‏‏عيدهم ليس عيدا وفرحهم ليس فرحا، والعيد لم يطرق كل الأبواب، أتي العيد لكنهم لم يجدوا طعما للعيد ولم يستقبلوه بالثياب الجديدة والابتسامات، وهل تتسع الحياة للسعادة والابتسام مع العنف وحمامات الدم؟ هل هناك مكان للسعادة حيث يستوطن الحزن والألم؟ كيف نشعر أننا في عيد ووطننا مثخن بأنواع من الجراح، مكلوم في مجالات شتى، نذوق الويلات ونعاني الانهزامات والانقسامات ولا نكاد ننسى مصيبة حتى تباغتنا أخرى، ومستقبل قاتم ينتظرنا، وعدو غاشم يكيد لنا، ومؤامرات تحاك لنا؟ حتى العيد سرقوه منا فجاء ونحن نعزف لحنا جنائزيا ونذرف ينابيع من الدموع الحزينة ونرفع رايات بلون الدم ونتضرع للعلي القدير أن يحمي سورية من سواطير من يدعون أنهم أبناؤهااختلطت أفراحنا بآمال كبيرة بأن يخلص الله هذه الأمة من أزماتها، لتستقر أوضاعها وتنعم شعوبها بالأمن والحرية والكرامة، العيد هذه الأيام لا طعم له ولا رائحة ولا لون، الأعياد التي كنا نعرفها سابقاً لها معنى خاص ولكنها لم تعد موجودة حاليا، عيد ونحن نردد هذا البيت الكئيب للمتنبي: عيد.. بأية حال عدت يا عيدسنحاول أن نفرح بالعيد ويظل للعيد نكهته الروحية المتجذرة في وجدان كل مسلم، وتظل جذوة الفرح والأمل مشتعلة حتى إن تراكم عليها رماد الحزن والألم والأماني المجهضة، يا رب أعد لنا عيدنا الذي نريده.

سوريا الأمل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.