إستراتيجية حافة الهاوية.. التهديد النووي الروسي الأقصى خلف الفعل العسكري المتأني!!؛

الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا في حربها مع روسيا، حالة ممكنة تدخل في عالم التجاذبات السياسية وصياغاة اطر تحالفات الأمن القومي لكل الاطراف المدافعة. هذا الدعم أغاض روسيا وخاصة حين تجول رئيس وزراء المملكة المتحدة في شوارع العاصمة الاوكرانية (كييف). والإغاضة هذه أنتجت تهديد متسرع اطلقه الرئيس الروسي بوتين (صاروخ نووي واحد سيغرق الجزيرة البريطانية ويتركها في اعماق المحيط الى الأبد)، بهذا المعنى يعلن الرئيس بوتين عن عقيدة عسكرية هي في حقيقتها (مظلة تهديد نووي تخيم على حركة عسكرية نظامية تقليدية روسية بدأتها على الأرض في جورجيا وجزيرة القرم ثم اجتاحت شرق أوكرانيا وقضمت مدينتين حدوديتين اوكرانيتين وانزلت طابور عسكري نحو المدن الساحلية من اجل إحكام الطوق على الموانئ الشرقية – الجنوبية للدولة الأوكرانية، فيما تتحرك القطعات نحو حافات المدن لتطويقها بعد تحويلها إلى

1- اكوام من الحجارة 2- وإجلاء سكانها الذي بلغ لحد الآن نحو ثمان ملايين لآجئ أوكراني في الدول الأوربية.. 

ويعد هذا الرقم احد اهداف الحركة العسكرية الروسية (كورقة ضاغطة) تكبد فيها عواصم اوربا نفقات اللجوء الإنساني الباهظة:

– اطلقت روسيا صاروخاً افتراضيا إلكترونياً (يحاكي) عملية اطلاق صاروخ قادر على حمل رأس نووي.. هذا الفعل ينطوي على (تخويف) الغرب بفعل ضربة نووية اولى لردع أية افعال غربية او امريكية مضادة محتملة. نفذ الجيش الروسي خطته الالكترونية بضرب (مطارات وبنى تحتية محمية ومعدات عسكرية ومنصات قاذفات صواريخ ومراكز قيادة لعدو وهمي).- في ظل هذا التهديد (التخويف) يجري الفعل العسكري الروسي التقليدي في اوكرانيا بتأني واضح تتخلله انسحابات وتراجعات وحصارات، ريثما تكتمل خطط إعداد مليشيات القوى الوافدة من الشيشان ومن سوريا ومن بيلاروسيا لكي تقوم بعمليات التوازن المضاد للفعل العسكري النظامي الاوكراني، حيث يعمل الجيش الاوكراني على تحويل بعض قطعاته العسكرية النظامية الى وحدات مسلحة تعمل بعقيدة حرب العصابات لمنع الخروقات التي يعمل عليها الجيش الروسي عند اختراقه للمدن الاوكرانية.. لقد مضى على الحرب التي تشنها روسيا على اوكرانيا خمسة وسبعون يوما، فيما كان الكرملين والجيش الروسي قد حدد اسقاط نظام الحكم في كييف خلال اسبوع واحد!- روسيا تكبدت خسائر فادحة في الارواح لأن جيشها يهاجم اما الجيش الاوكراني فهو يدافع، الأمر الذي يخضع لحسابات الحرب الميدانية المتعارف عليها، فضلا عن خسائر الجيش الروسي عددا كبيرا من الجنرالات العسكريين، يقدر باكثر من إثناعشر جنرالاً.. فيما تعد خسائر الأوكرانيين فادحة في البنى التحتية وتدمير المدن والمصانع وبعض المؤسسات الحيوية التي مساس بحياة المواطنين.- التهديد الروسي لبريطانيا – الدولة الاوربية التي انسحبت من الاتحاد الاوربي- ورفع جهوزية القدرة النووية الروسية العملياتية في الاطار الافتراضي (الألكتروني)، والتي من خلاله تتهدد الدول الاوربية والدولة الامريكية والعالم، هو تهديد سريع ومتشعب، فيما تتحرك الدروع الروسية وفق العقيدة العسكرية الروسية التقليدية ببطئ لتقضم شرق وجنوب شرق وسواحل اوكرانيا الجنوبية الشرقية، وتناور وتحاصر المدن مع زيادة في منسوب القصف وتخريب المدن وتهجير سكانها بالملايين. والهجرة القسرية الناجمة عن القصف الروسي يشكل (ضغطاً) هائلاً على اوربا إذ بلغت نسبته اكثر من (8) ثمانية ملايين مواطنا اوكرانيا توزعوا على عدد من الدول الاوربية ومنها على سبيل الحصر بولندا وليتوانيا اللتان انتسبتا الى الاتحاد الاوربي.- التهديد النووي الروسي لبريطانيا، حتى لو كان إفتراضياً في سيناريو ألكتروني سيتسبب في 1- عودة بريطانيا الى الاتحاد الاوربي 2- إعادة النظر في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتحويله الى تنظيم اوربي قد يطلق عليه منظمة الاتحاد الاوربي وهو اقتراح فرنسي يشكل اولوية اولى بسبب الحرب في اوكرانيا التي تحرص فرنسا والمانيا على منع نشوب حرب ثانية في اوربا.- ادركت فرنسا بوقت مبكر ان (الناتو) لم يكن وجوده فاعلاً في ظل التحولات المتسارعة في العالم، وخاصة بعد سقوط حلف (وارسو).. وعلى هذا الاساس ترى فرنسا وتشاركها المانيا هذا الرأي الذي من شأنه ان يقلب الطاولة على اللغة السياسية الروسية الإحتجاجية بشأن الإنضمان الى الناتو والاتحاد الأوربية 3- من الصعب قبول اوكرانيا عضواً في الاتحاد الاوربي او الناتو بشكل سريع او متسرع، وهذا قد يأخذ عقود من السنين – حسب ما قاله “إمانوئيل ماكرون” عند لقائه مع المستشار الألماني ” شولتز ” – مؤخراً، وهذه خطوة سياسية محكمة تسقط هي الأخرى دعاوى موسكو وذرائعها من قائمة الصراع والمماحكات السياسية.. ويبدو ان فرنسا والمانيا وبريطانيا قد أجمعوا على (تفريغ) جعبة روسيا من قاعدة المفاهيم السياسية – الإستراتيجية التي يستند عليها الكريملن والعقيدة السياسية الروسية المسؤولة عن حركة الفعل العسكري في أوكرانيا، فضلا عن نيات توسيع حدود الحرب بإتجاه الغرب على اساس مفهوم المجال الحيوي الذي فات زمانه منذ عهد نابوليون بونابرت وهتلر وخميني وخامنئي والذي يليه من أوغاد المجال الحيوي!!

سوريا الأمل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.