أيها النازح السوري “عود”

باتت إعادة النازحين واحدة من درجات سلّم الصعود إلى كرسي الرئاسة في لبنان، وبات السوري النازح هو السبب المباشر وغير المباشر لإفلاس البنوك، وشحّة موارد الطاقة والازدحام على الأفران، كما واحد من أسباب الخيانات الزوجية.. رافق ذلك تلك النزعة العنصرية التي تمنع تجوّل السوري مابعد عياب الشمس، حتى بات تجوّله واحد من مظاهر الإرهاب والاحزمة الناسفة

لبنان ماقبل النازح السوري لم يشهد حربًا أهلية، ولا ميليشيات، ولا أمراء طوائف، ولا يكذب فيه الجار على الجار، وكانت تكفي المواطن اللبناني كمشة عنب مجفف يسمونها “الزبيب”

كل تلك آثار الدمار سببها السوري، والسوري هنا، ليس غازي كنعان، ولا رستم غزالة، ولا جامع جامع، ولا تلك الدبابات التي غزت لبنان، فعوّمت بشر وأغرقت بشر، ورتبت للفساد ألف بوّابة وبوّابة حتى باتت “عنجر” هي السجن وهي المنتجع، وهي التي تقرر مالايقرره اللبناني

لاغازي كنعان ولا رستم غزالة  ولا عنجر، بات خراب لبنان متصل بعامل التراحيل السوري، وزارع البطاطا السوري، والميكانيكي السوري كما النجّار السوري، والكل يصرخ بوجهه

ـ عود

إلى أين سيعود؟

الهيئات الأممية تشتغل على إفساد المعونات التي تقدّم للسوريين بدءًا من حفنة الأرز، والبوابات مغلقة في وجه من نزح، ومع

ـ عود

لاضمانة واحدة.. لاضمانة من الاعتقال، ولا ضمانة للمبيت، ولا ضمانة للسحب إلى جيش مهنته قتل اهله، ويصرخون بوجهه عود

على الطرف المقابل، نظام شغلته أن يرحّل من تبقّى، ويتاجر بمن سيتبقّى من المتبقي، ويهدد النازح والمقيم حتى بات السجن او الموت، وحدهما خيار من طعنته الحرب، ولم تنتصر له ثورة، قياداتها يبيتون في فنادق النجوم الخمسة وثراوتهم تنافس ثروات السلطة، وخطابهم لايتجاوز تكرار الشتيمة لنظام هم قطعة متفرعة منه، إن لم يتطابقوا معه فيخلق الله من الشبه أربعين وحتمًا هم من الاربعين

إذلال بكل معاني الإذل يتعرض له النازح السوري، والعتب ليس على الجائع اللبناني، فالجائع لايُطعم جائعًا، والغارق لاينتشل غارقًا، والعالم في صمت فظيع

النازح السوري في لبنان فقد بات واحدًا من تنويعات الاقتتال والجبهات، بصدّرونه كما “الدرون”، بفارق أن الدرون تطير والنازح يزحف على بطنه، وليس ثمة من حل في الأفق المغلق.. الأفق المسدود، والكل يصرخ بوجهه

ـ عود

وإلى أين سيعود من تهدّم بيته، وطوّقت حياته بمفردة

ـ مطلوب

“نازح” باتت قضية بذاتها.. قضية تساوي الاحتلالات، وتساوي الحرب بتاريخها وقتلاها، ولا تساوي شيئًا لا لمعارضة تتاجر بمصير، ولا لنظام هدر مصيره

ويقولون

ـ عود

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.