يقترب العام من نهايته ,لايزال الحل السياسي بعيد المنال ,تصدر تقارير الأمم المتحدة نهاية العام , تخبرنا عن ارتفاع الخط البياني لأعداد المحتاجين في سوريا من اربع عشر مليون ونصف الى خمس عشر مليون ونيف هذا العام ,تحول اغلب السوريين الى جوعى ينتظروا المساعدات لم ندرك معنى قول موالي الأسد لنا حتى اليوم , الأسد او نحرق البلد ,نفذوا وعودهم , أحرقوا البلد و من فيها ,لم يخطر لهم ان لهيب الحريق سيصل اليهم وان الجوع سوف يحل بمناطقهم وان اشتعال المصباح في السقف ولهيب المدفأة و مقعد الباص سيكون حلما لهم وانهم سيصبحوا يوما متسولين ينتظروا البطاقة الذكية كي ينالوا بضعة ارغفة او يقفوا طابورا طويلا ليأخذوا علبة متة او راتبا لا يكفيهم سوى بضعة أيام .
يذكرنا ذلك بطوابير الثمانينات أيام الأب القائد ,كنا نقف طابورا طويلا على المخبز وعلى أبواب المؤسسة الاستهلاكية ,نحصل في نهاية اليوم حينها على جرة غاز او طبقا من بيض او علبة محارم.
تتراجع المساعدات المقدمة لشمال غرب سوريا بدل ان تزيد مع ازدياد اعداد الجوعى ,تنخفض للمرة الخامسة قيمة السلة الغذائية التي توزع على النازحين الفقراء. يقول الغرب مللنا من شكاويكم وقصصكم التي تشبه أفلام التراجيديا الطويلة, هنالك أصحاب العيون الزرق ,أولى منكم بالمساعدة.
تنسى الولايات المتحدة الامريكية قيم المؤسسة الأميركية , الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ومبدأ حق تقرير المصير الذي أطلقه ترومان. تسمح بامتداد الصراع احدى عشر عاما , ليس في الأفق ضوء لنهاية له , لم تعمل على الضغط لإقرار حل سياسي وهي التي تملك أوراق القوة والبأس , اتجهت لتحقيق مصالحها على حساب الدم السوري, يشعرنا ذلك اننا في عالم ليس به قيم بل غابة يأكل القوي بها الضعيف .
يتساءل السوريين في مناطق الشمال ماذا بعد ؟ الى متى سنبقى في الخيام نصارع الأمطار والرياح والجوع و يتساءل سوري من مناطق النظام في هذه الليالي الباردة ماذا بعد ,يلف نفسه بغطاء واكثر .يطفئ الشمعة ثم ينام .